Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
وقع الغزو الهكسوسي حوالي سنة 1730 قبل الميلاد كما أسلفناه، وتحررت منه البلاد حوالي سنة 1570ق.م.
وهذان التاريخان هما أرجح الآراء عن مدة بقاء الهكسوس في مصر إلى طردهم منها؛ أي أن احتلالهم دام قرابة قرن ونصف قرن من الزمان. (1) الغزو الهكسوسي والاحتلال الإنجليزي ومدة كليهما
ولا تهولنك هذه المدة ولا تجعلها موضع الدهشة والاستغراب لطولها، فإذا عقدنا مقارنة بين احتلال الهكسوس في العصر القديم، واحتلال الإنجليز مصر في العصر الحديث، نجد أن الاحتلال الإنجليزي بدأ سنة 1882 ميلادية ولم ينته إلا سنة 1956م، أي إنه بقي أربعا وسبعين عاما جاثما على صدر البلاد، في الوقت الذي ارتقى الشعور الوطني والوعي القومي في مصر الحديثة، فلا تلام مصر القديمة على بقاء الاحتلال الهكسوسي فيها ضعف هذه المدة، فالأمر كما ترى قريب من قريب.
على أنه في كلا الاحتلالين كان ولاء الأسرة الحاكمة للاحتلال والاستعمار الأجنبي هو السبب الجوهري لوقوعه ولبقائه ردحا طويلا من الزمن، والناس على دين ملوكهم أو زعمائهم.
ويبدو حسن استعداد المصريين لكفاح الاستعمار أنه لم تكد حرب التحرير تبدأ في «طيبة» حتى لبى الشعب نداء «سقنن رع» ملك طيبة المجاهد.
وتملكت المواطنين الروح القومية الوثابة، وانضووا تحت علم الثورة حتى جلا المستعمر عن البلاد سنة 1570 قبل الميلاد.
تعاقبت على البلاد الأسرات الرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة، ولم تبدأ حرب الاستقلال إلا على يد الأسرة السابعة عشرة.
ومن المحقق أن ملوك الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة كانوا من صميم الهكسوس.
فلا يصح إحصاؤهم ضمن الأسرات المصرية، ومن أهم ملوكهم «خيان»، وآخر ملوكهم «أبو فيس».
وبقي الأمراء الوطنيون في مناطقهم شبه مستقلين يدفعون الجزية للهكسوس، ثم تزعمت طيبة حركة التحرير.
Unknown page