Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
وزاد في تأثير لغة الضاد أن اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) قد تراجعت وتقلصت قبل الفتح العربي بعدة قرون، وحل محلها اللغة الديموتيقية أي اللغة العامية لغة الجمهور، وجاء البطالمة وأحلوا محل اللسانين لغتهم اليونانية، وجعلوها لغة الدولة الرسمية وظلوا كذلك ثلاثة قرون متوالية، وجاء الرومان من بعدهم فأبقوا على اللغة اليونانية، واتخذوها أيضا لغة الحكومة ولغة التعامل في مصر، فلما جاء الفتح العربي وجدت اللغة العربية أن المجال ممهد لانتشارها بين المصريين.
ولقد تم هذا الانتقال في يسر وسهولة؛ إذ كان وليد الفطرة والحس المرهف.
وهذا ما جعل الشعب المصري يتطور من ناحية اللغة والثقافة والتفكير إلى حيث صارت مصر مع الزمن الدولة العربية الكبرى، قاعدة العروبة وعلمها الخفاق، ومصدر الإشعاع العربي للبلدان القريبة والبعيدة.
مصادر التاريخ المصري القديم ومراجع البحث
(1) الآثار المصرية القديمة
إن الآثار المصرية كالأهرام والمعابد والمقابر والمسلات، وما تحويه من الصور والتماثيل والنقوش والكتابات، وما تتضمنه أيضا أوراق البردي، هي أول مصدر لتاريخ مصر القديمة.
هذا، وأنا لم أرجع إلى هذه المصادر الأصلية؛ لأن دراستها واستخلاص الحقائق منها يختص به علماء الآثار المبرزون الذين اكتشفوا محتوياتها على تعاقب السنين.
حقا إنني زرت الآثار المصرية زيارة علمية سنة 1934م، لمناسبة قضية المثال محمود مختار التي ترافعت عنه فيها ضد وزارة الأشغال، فقد ندبت المحكمة المسيو شارل نيراس مدير الفنون الجميلة بوزارة المعارف العمومية وقتئذ، لمعاينة محاجر أسوان، وصحبته في هذه الرحلة، وكان يمثل الحكومة في المعاينة الأستاذ عبد الرحيم غنيم، نائب قلم قضايا الحكومة في ذلك الحين (رئيس محكمة استئناف القاهرة فيما بعد والمحامي الآن)، ومندوبان عن وزارة الأشغال.
وقد زرنا مناطق الآثار في الأقصر والكرنك وطيبة وإدفو وجزيرة أسوان، وشرح لنا المسيو شارل تيراس الآثار القديمة شرحا علميا، ومكثنا في هذه الزيارة عدة أيام.
واستوفينا هذه الآثار بحثا وتمحيصا.
Unknown page