Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
وهناك في السنة 17 هجرية (639 ميلادية)، جاءه وفد من أهل بيت المقدس فصالحهم وأمنهم.
ثم ذهب إلى بيت المقدس فاستقبله أهل المدينة المقدسة بالبشر والارتياح، وصلى في مكان قريب من الصخرة المقدسة، وهو المكان الذي أقيم فيه المسجد الأقصى فيما بعد.
وفي «الجابية» عرض عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب فكرة فتح مصر، وكان من قبل يعرضها عليه، فتردد عمر في قبول الفكرة؛ إذ خشي عواقب تشتيت قوة العرب في حين كانت جيوشهم تقاتل الرومان والفرس.
فلم يزل عمرو بن العاص يحسن إليه فتح مصر حتى اقتنع بالفكرة، على أنه استمهله حتى يعود إلى المدينة ويكتب إليه. (5) عمرو بن العاص
كان عمرو بن العاص من خيرة قواد العرب، ومن أكثرهم خبرة وحكمة ومقدرة في الحرب والسياسة. كان راجح العقل، نافذ البصيرة، بعيد الهمة، ومن أشجع العرب وأبعدهم نظرا، ومن أبلغهم عبارة وأفصحهم لسانا، وكان أحد قواد الفتح العربي في سورية وفلسطين.
وقد مارس التجارة في صباه، فساعدته هذه المهنة على الاتصال بمختلف الأجناس والشعوب، وكان لها أثرها في اتساع أفقه وازدياد خبرته بالشئون السياسية والاجتماعية.
ومن البلاد التي زارها من قبل التجارة الشام ومصر والحبشة واليمن، وزار الإسكندرية حين مجيئه إلى مصر.
ولعله قد شاهد وهو في مصر مبلغ ظلم الرومان للمصريين، واضطهادهم في عقائدهم الدينية، وإكراههم على اتباع مذهب الحكومة الرسمي (الملكاني)، وعرف سخط المصريين على هذا الظلم، وما يؤدي إليه من ضعف مقاومة الرومان لما يجيء فاتحا لمصر، منقذا لها من ظلم الرومان.
عهد عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص قيادة الجيش لفتح مصر، وكان في الخامسة والأربعين من عمره.
ولم يكن هذا الجيش يزيد في بداية الأمر على أربعة آلاف مقاتل من الفرسان.
Unknown page