Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
وكادت تحدث فتنة بين الجماهير لولا أن هدأ قيصر روعها، وتلا على الجموع وصية بطليموس الزمار التي تقضي باشتراك الأخوين معا في الحكم وبأن ترعى روما تنفيذ هذه الوصية، وأوضح بذلك حقه في التدخل في هذا النزاع.
وهدأت خواطر الناس ظاهرا، وتم الوفاق بين كليوبترة وأخيها وفقا لرغبة قيصر، وتنفيذا لوصية أبيهما الزمار. (6-3) الحرب في الإسكندرية (سنة 47-48ق.م)
على أن «أخيلاس» قائد الجيش البطلمي، وكان من أنصار الأخ المزاحم لكليوبترة، أراد لكي يضعضع قوة قيصر ويوقع الذعر في صفوف جنده أن يحاول إخراجه من مصر، فجاء من بيلوز على رأس جيشه، وفاجأ يوليوس قيصر في الإسكندرية، ولم يكن قيصر مستعدا لهذه المفاجأة؛ إذ لم تكن القوة التي لديه تكفي لصد هذا الهجوم.
على أنه وهو القائد المحنك لم يعدم الوسيلة للدفاع.
فأضرم النار في أسطول البطالمة الراسي في الميناء الشرقي، وتعالى لهيب هذا الحريق وامتد إلى الحي المجاور للميناء، وفيه المكتبة الشهيرة المعروفة بمكتبة الإسكندرية فدمرها.
قال جوجيه في هذا الصدد: «وكذلك احترقت المكتبة الكبرى وما تشمله من كتب، قيل إنها بلغت 400000 كتاب.»
34
ولما وصل إلى يوليوس قيصر المدد تغلب على الجيش البطلمي، وهزمه في حرب دارت رحاها برا وبحرا في الإسكندرية، وغرق كثير من أفراد الجيش البطلمي أثناء تقهقرهم، وكان بطليموس الثالث عشر أحد هؤلاء الغرقى (سنة 47ق.م).
وانفردت كليوبترة بالحكم مستندة إلى سلطة يوليوس قيصر، على أنها تزوجت بأخيها الأصغر (بطليموس الرابع عشر) وكان صبيا دون الثامنة عشرة من عمره، وقيل إن يوليوس قيصر رغب إليها هذا الزواج لكي يحترم (ظاهرا) وصية أبيها الزمار؛ إذ أوصى بأن تشترك مع أخ لها في الحكم وأن تتزوجه.
على أن يوليوس قيصر قد أطال مكثه في الإسكندرية بدون مقتض، وبين أنه شغف حبا بكليوبترة وأراد قضاء أطول مدة ممكنة إلى جوارها، وبقي إلى جانبها قرابة ثلاثة أشهر أخرى قام معها في خلالها برحلة نيلية إلى أقاصي الصعيد (سنة 47ق.م)، ورزقت منه بمولود أسمته «قيصرون» أي قيصر الصغير تيمنا باسم أبيه الطبيعي.
Unknown page