Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
وساعد الفرس على غزو مصر خيانات ثلاث تألبت عليها، وكان لها الأثر الأليم في ضعف المقاومة. (أ) خيانة اليهود
وأولى هذه الخيانات اتفاق اليهود مع قمبيز على أن يتخذ من بلادهم قاعدة للانقضاض على مصر مقابل أن صرح لهم ببناء معبد أورشليم، هذا إلى أنه اكتسب بهذا الاتفاق ولاء الجنود اليهود المرتزقة الذين كانوا في الجيش المصري.
1
فاليهود إذن قد مالئوا الفرس وعاونوهم على غزو مصر في القرن السادس قبل الميلاد، وجعلوا من فلسطين قاعدة للانقضاض عليها. (ب) خيانة فانيس
كان «فانيس» هذا إغريقيا من هليكارتاس، وكان رئيسا لفرقة من الجنود المرتزقة في الجيش المصري منذ عهد أمازيس، فخان عهده لمصر، وفر إلى معسكر الأعداء، وأطلع قمبيز على أسرار الخطط الحربية التي أعدها المصريون لمقاومة الحملة الفارسية.
وبدأت هذه الخيانة قبل وفاة أمازيس، وكان لها ولا ريب أثرها البالغ في إضعاف الجبهة المصرية. (ج) خيانة البدو في سيناء
وكان قمبيز يجهل الطريق الذي يجب أن يسلكه في سيناء، فأطلعه «فانيس» الخائن على مسالك الصحراء، وسهل له الاتصال برؤساء البدو القاطنين بسيناء، فوفروا له ولجيشه الماء والمئونة عبر الصحراء حتى وصل إلى أبواب مصر، فكانت خيانة البدو من الأسباب التي سهلت لقمبيز غزو البلاد.
وقبيل ابتداء الغزو مات «أمازيس» في أواخر سنة 526ق.م، وتولى العرش بعده ابنه «أبسماتيك الثالث»، وقد علم قمبيز بوفاة عدوه الجبار عند وصوله إلى بيلوز، فعد ذلك فألا حسنا له، وتشاءم المصريون من وفاة أمازيس.
وكان اعتلاء أبسماتيك الثالث العرش في أشد الظروف خطرا؛ إذ كان «أمازيس» ولا ريب أقدر منه على صد العدوان الفارسي، وكانت له من خبرته وكفايته في القيادة ونفوذه على مواطنيه ما يجعل الأمل كبيرا في صد الزحف الفارسي، ومرت البلاد بعد موته بفترة اضطراب في الأفكار ساعدت الفرس على الغزو. (1-2) سير الغزو
حشد قمبيز جنوده في فلسطين، وأرسى أسطوله في عكا.
Unknown page