ارتفاع حماة
ترتفع عن سطح البحر مائتين وسبعين مترا، وترتفع محطة القطار عن البلد خمسة وثلاثين مترا.
الطول والعرض
أما عرضها - أي بعدها عن خط الاستواء - فخمس وثلاثون درجة وثلثا الدرجة، وطولها - أي بعدها عن آخر العمران باعتبار المقياس الأول - اثنتان وستون درجة.
أحوالها الصحية
تتعاقب عليها الفصول الأربع كبقية البلاد السورية، وأعدل هذه الفصول فيها فصل الربيع؛ يعتدل فيه الهواء وتنتعش النفوس وتزهر المناظر بالزهر. أما الصيف فإنه يختلف في بعض السنين حرارة واعتدالا، وقد يشتد الحر فيتراوح ميزان سنتغراد من الثلاثين إلى الأربعين درجة، وهذا الفصل تكثر فيه أمراض العيون بصورة مدهشة؛ نظرا لكثرة الغبار والحر وعدم الاعتناء بأسباب حفظ الصحة. على أن أمراض العيون يوجد في كل مائة ثمانون مصابون بالحبيبات الجفنية التي ينشأ عنها العمى في الغالب. ولا يعسر حسم هذه الأدواء فإن حسمها موقوف على العناية بحفظ الصحة. أما فصل الخريف فهو غير جيد إذ تكثر فيه الحميات المتقطعة والمرزغية، والسبب في ذلك كالسابق، وزيادة على ذلك عدم استقامة الهواء على حالة واحدة من برودة لحرارة لرطوبة. أما فصل الشتاء فحينا يكون برده شديد الوطأة وحينا متوسطا والأمراض فيه أقل من بقية الفصول.
الماء
ليس لحماة ماء غير العاصي - كما قدمنا - وماء العاصي من أحسن المياه لو صفي من الجراثيم الخبيثة التي تنصب إليه من ماء المراحيض ولا يخلو منها ماء. على أن الأقذار أيضا والجيف والتراب والأوساخ تلقى في نهر العاصي - دع ما يعكر ماءه من السباحة وسقي الدواب وغير ذلك - فتحتاج حماة إلى ماء للشرب خصوصا يكون خلوا من هذه القذارات.
هواؤها
معتدل جيد رطوبته قليلة. ينام الناس في الصيف على سطح بيوتهم بغير غطاء - أحيانا - مدة الصيف ولا يجدون مضرة، غير أن الهواء حينما يصل البلد يختلط ببخار المراحيض المكشوفة في الطرق ويمتزج بالغبار الناعم المتراكم في محلاتها فيضر في العيون والرئة، لكن ذلك نادر لا يكون إلا حينما يكون الريح شديدا.
Unknown page