Tarikh Ghazawat Carab
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
36
وفي تلك السنة نفسها بينما كان لويس بن شارلمان ملك أكيتانيا عاقدا مجمعا في طلوزة، جاءه رسول من الأذفونش ملك جليقية وأشتورية، يلتمس حشد جميع القوات المسيحية وتجريدها لقتال العدو العام، ثم وفد أيضا على هذا المجمع رسول من قبل أمير مسلم في ناحية وشقة (Huesca)
يقال له: «باهالوك» يريد أن يسالم المسيحيين.
37
فظهر أن الغرة كانت لائحة لأخذ الثأر من المسلمين وللدخول إلى إسبانية، وكان لويس ملك أكيتانيا وأخوه شارل (أو كارل) قد شنا الغارات في أطراف المقاطعات التي تشرب من نهر إيرة، ثم عاد لويس فأجاز البيرانه من جهة آراغون، وحاصر وشقة التي كان أميرها قد أرسل بمفاتيحها إلى شارلمان، ولكن لما جاء الفرنسيس لتسلم بلدته امتنع عليهم ولبس لهم جلد النمر، وفي ذلك الوقت كان عبد الله عم الحكم أمير قرطبة قد استولى على طليطلة، وعمه الآخر سليمان استقر في بلنسية، فسرح جيشا لقتال عمه عبد الله في طليطلة، وسار هو بنفسه مع جيش من الفرسان قاصدا البيرانه، فأدخل في الطاعة برشلونة وغيرها من المدن التي كانت أشرطت نفسها للعصيان، ومن هناك قصد الجبال وأوقع بالمسيحيين وسبى منهم كثيرا نساء ورجالا، واتخذ الحكم من أسراه حرسا خاصا وهو أول أمراء قرطبة الذين اتخذوا حرسا خاصا من الأسرى والأجانب، وقد رجع الحكم من تلك الغزاة مظفرا منصورا،
38
كما أن عمه سليمان قتل في إحدى المعارك التي دارت بينهما، وعمه عبد الله فر إلى إفريقية وعادت طليطلة إلى الطاعة، ثم إن الأذفونش صاحب جليقية أغار في تلك الأيام على المسلمين في إشبونة، ووقع في يديه بعض أسرى منهم، فأرسلهم راكبين على البغال إلى شارلمان اعتزازا بالنصر، ثم إن لويس ملك أكيتانيا الذي هو ابن شارلمان اكتسح نواحي وشقة
39
ولم يكن شيء من هذه الغارات، سواء من هذه الجهة أو من تلك الجهة، ليؤدي إلى نتيجة حاسمة يستفص منها أحد الفريقين ملكا، بل كانت النتيجة الوحيدة هي خراب تلك النواحي، وكان أهم ما لقيه الفرنسيس في هذه الحرب هو أن أمراء المسلمين الذين كانوا أظهروا الطاعة لشارلمان، عندما جاءت جيوشه إلى بلادهم، أبوا أن يقبلوها وأصلوها نارا حامية، وكان المسلمون لا يزالون أصحاب المدن الكبرى والمعاقل المنيعة مثل برشلونة وطرطوشة وسرقسطة، وكانت برشلونة بنوع خاص بحصانة موقعها وبقربها من فرنسة ووجودها على سيف البحر، من أشد البلاد نكاية بالفرنسيس، وكان الأمير الذي فيها والذي يسميه مؤرخونا «زاتون»
40
Unknown page