Tarikh Ghazawat Carab
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
ثم اشتدت ثورة البربر في إفريقية ظهروا على العرب ولجأ فريق من العرب إلى الأندلس، وكان العرب والبربر الذين في الأندلس قد تقاسموا الأراضي فيما بينهم، سواء في الأندلس أو في جنوبي فرنسة، فخافوا من أن هذا الفريق الذي دخل الأندلس من العرب ينازعهم على الأراضي، وقصدوا أن يجلوهم عن البلاد، وكان الأمير عبد الملك أمير الأندلس عدوا لهؤلاء العرب الذين دخلوا الأندلس، فقتلوه ونصبوا رأسه على جسر قرطبة، وكان في أربونة أمير اسمه عبد الرحمن، من أنصار عبد الملك فزحف من أربونة بجيش يقال: إنه بلغ مائة ألف مقاتل، وكان يريد الأخذ بثأر عبد الملك، فوصل إلى قرطبة واقتتل الفريقان ورمى عبد الرحمن قائد جيش العدو بسهم فقتله، وقفل إلى أربونة بعد أن أخذ بثأر صديقه.
234
ولم يكن في وسع الخلفاء في دمشق أن يعيدوا السكون إلى نصابه في بلاد بعيدة كبلاد الأندلس؛ لا سيما أن الثورات كانت تتوالى في الولايات الشرقية فتشغلهم عن المغرب، وهكذا تغيرت الحالة في جنوبي فرنسة، وخلا الجو للمسيحيين، برغم قصر باع ببين القصير وفتور همته، وكان المسلمون الذين في أربونة قد استولوا على مدينة نيم والمدن المجاورة لها، ولكن الحاميات الإسلامية في تلك المدن أخذت تخف شيئا فشيئا، فصار في نيم وفي بيزييه وفي ماغلون إدارة أهلية مستقلة بعض الشيء، وأصبح لكل من هذه البلدان أمير يدير أمورها لكنه معترف بسلطان المسلمين.
235
ومثل هذا حصل في شمالي إسبانية، أي في أشتورية ونابار وغيرهما.
وفي سنة 747 تولى قيادة الأندلس أمير اسمه يوسف
236
فأنفذ ابنه عبد الرحمن بجيش، إلى البيرانه، لأجل تدويخ تلك البلاد؛ ولكن المسيحيين قاوموه بالسلاح مقاومة شديدة، وكانت طرق الاتصال بين مسلمي أربونة وبين قرطبة، تكاد تكون منقطعة، بسبب جبال البيرانه، ولذلك لم يطل الأمر حتى ابتدأ المسيحيون في السبتيمانية ينتفضون على المسلمين، وكان يتنازع هذه البلاد، أي المدن السبع، فيفر
237
بن أود دوق أكيتانيا وببين بن شارل مارتل، وكان وببين قد نال من البابا لقب ملك، وهو اللقب الذي لم ينله أبوه برغم جميع ما بلغه من الشهرة والمكانة.
Unknown page