Tarikh Ghazawat Carab
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
فلما عرف شارل مارتل بمجيء هذا الجيش الجديد جاءه بغتة قبل أن يتأهب للقتال فأخذ المسلمون على غرة وكانت هزيمتهم تامة، وقتل أميرهم ولم ينج منهم إلا فل قليل خلصوا إلى مراكبهم وآخرون وصلوا إلى «أربونة»، ولكن برغم هذا كله لم يتمكن شارل مارتل من أخذ «أربونة» وصعرت له خدها، وفي تلك الأيام جاءه الخبر بأن الفريزون والسكسون أشعلوا الثورة من جديد، فاضطر شارل أن يرحل عن «أربونة» ولكنه قبل رحيله خرب القلاع التي كانت في «بيزيه»
218
و«أقد»
219
ودمر أبواب مدينة «نيم»
220
الشهيرة وقسما من الملهى الروماني الذي كان فيها خوفا من أن يتحصن به العرب، وكذلك دمر مدينة «ماجلون»
221
وأخذ المسلمين الذين فيها أسارى ومعهم أيضا أناس من المسيحيين أبقاهم رهائن عنده.
ولا يمكن أن يقال: إن جميع أهالي جنوبي فرنسة كانوا يحبون شارل مارتل، ولو كان قد دفع عن النصرانية غارات المسلمين؛ لأن هؤلاء الأهالي كانوا ينظرون إلى هذا الرجل وقومه كبرابرة من أهل الشمال، بينما هم يرون أنفسهم أمة ذات مدنية قديمة من زمان الرومانيين، ولا نزاع في أن المسلمين كانوا قد خربوا الكنائس والأديار وما يخصها من الأراضي، ولكن شارل مارتل عندما جاء ودفع عادية المسلمين عن تلك البلاد لم يرد تلك العقارات على الرهبان والأساقفة، بل وزعها على رجال الحرب من أنصاره، فبقيت الكراسي الأسقفية خالية. ويقال: إن «فليكارپوس»
Unknown page