Tarikh Ghazawat Carab
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
قد ثاروا بالعرب ووثبوا عليهم واستأصلوهم.
وجاء في كتاب قديم يتعلق بهذه البلدة أن الذي جمع كلمة الأهلين وثار بهم على العرب هو رجل يقال له: غليوم فكبسوا العرب بياتا في جميع المواقع التي كانوا يحتلونها، واستأصلوا عرقاتهم وكانت مكافأة الذين قاموا بهذه الحرب أن أخذوا نصف البلدة ونصف الأراضي وتركوا النصف الآخر للمطران والكنائس، وهكذا تحررت بلاد الدوفيني وأصبح خلاص مملكة بروفنس بعد ذلك قريبا.
وإن من المؤسف أن لا تكون لدينا على هذا الحادث المهم معلومات مفصلة، وغاية ما علمناه أن غليوم كونت بروفنس هو الذي تولى كبر تلك الحرب ، ومن يدري فقد يكون هو نفسه غليوم الذي عفى آثار العرب في «غاب» فإن غاب كانت من توابع بروفنس، وكان غليوم كونت بروفنس محبا للعدل محافظا على الديانة برا برعيته فأحبه رعاياه حبا جما، ولما استنفر أهالي بروفنس ودوفيني السفلى ونيس لقتال العرب لبوا نداءه، فلما اجتمع إليه الجم الغفير منهم قصد أن ينهد إلى العرب في فركسينت، وعندما علم العرب أن أهالي البلاد ضيقوا عليهم من كل جانب نزلوا من جبالهم مجتمعين ودافعوا عن أنفسهم صفا، وأول معركة وقعت معهم وقعت في نواحي دراغينمان
Dragengman
في مكان يقال له: تورتور
Tourtour
حيث يوجد إلى الآن برج مبني منذ ذلك اليوم، تذكارا لتلك المعركة، فانهزم المسلمون والتجأوا إلى حصن منيع، ولكن المسيحيين أخذوا بمخنقهم حتى اضطروهم أن يغادروا الحصن ليلا ويلجأوا إلى الحراج المجاورة، فتأثرهم أهالي البلاد وتغلبوا عليهم، فقتل أكثرهم، وأخذ الباقون أسرى
16
وجميع من وقع في الأسر أو استسلم من المسلمين عفوا عنه كما أنهم لم يقتلوا المسلمين الذين كانوا ساكنين وادعين في القرى المجاورة، ومن هؤلاء من تنصر واندمج في الأهالي، ومنهم من بقي مسلما ولكنه أصبح رقيقا مستخدما إما في أراضي الأديار أو في أراضي الزعماء، وقد بقيت لهذه الأمة بقايا معروفة مدة طويلة كما سيأتي الكلام عليه.
أما سقوط حصن فركسينت فقد وقع في سنة 975 وكانت مدة بقاء هذا الحصن في أيدي المسلمين أكثر من ثمانين سنة، ولما كان هو المركز الأصلي لجميع العرب المنتشرين في داخل فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة، فلابد من أن ذلك الحصن كان ملآن بالأموال والنفائس، فوزع الكونت غليوم صاحب بروفنس تلك الأموال على الذين امتازوا بقتال العرب، وأشهرهم «جيبلين غريما لدي» الذي كان من أهل جنوة فإنه كوفئ على إقدامه بالأراضي التي كانت في منتهى خليج سان تروبيز، وممن يذكر بين المشاهير الذين جالدوا حق الجلاد بهذه الحرب مسيحي آلت إليه السيادة على مدينة كاستلان
Unknown page