عادل ، لا يجوز عليه النقد ولا يتجه إليه لوم أو تجريح (1). فلذا قالوا في مروان بن الحكم ، إذ أثبت صحبته ، لم يؤثر الطعن عليه. وروى له البخاري في صحيحة ، مع انه لم يحتج بحديث الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام (2). وقد وثق (العجلي) عمر بن سعد قاتل الحسين (ع) كما وثق عمران بن حطان ، وهو خارجي ، مدح ابن ملجم لعنه الله لأنه قتل عليا (ع) بقوله :
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
وسمرة بن جندب صحابي عادل ، مقبول الحديث والرواية ، واحتج بحديثه أصحاب الصحاح ، مع انه كان أحد القواد الذين أرسلهم ابن زياد لقتل الحسين ، ومن المحرضين على قتله. ولما استنابه ابن زياد على البصرة ، قتل في ستة أشهر أكثر من ثمانية آلاف من الأبرياء. وقال عنه أبو السواد العدوي : لقد قتل سمرة بن جندب من قومي في غداة واحدة خمسة وأربعين رجلا ، كلهم قد جمع القرآن (3).
والصحابي مهما فعل وارتكب من الجرائم ، فهو مجتهد معذور في كل ما يصدر عنه ، مهما كان من نوعه. وعلى هذا الأساس يقولون بأن بسر بن أرطاة مجتهد ، وقد قتل من شيعة علي ثلاثين ألفا ، حينما وجهه معاوية إلى اليمن والحجاز ، أمره بأن يقتل كل من كان في طاعة علي (ع)، وقتل طفلين لعبيد الله بن العباس ، وفيهما تقول أمهما عائشة بنت المدان :
Page 301