وفي سنة 1888 ميلادية 1305 هجرية عين محمد بك رفعت بدلا عنه، وفي نفس السنة المذكورة عين لطيف بك سليم بدلا عنه، وفي 2 نوفمبر سنة 1889م/9 ربيع أول سنة 1307ه عين محمود بك صبري مديرا للفيوم، وبقي إلى 15 نوفمبر سنة 1894م/16 جمادى الأولى سنة 1312ه، ثم نقل مديرا للمنوفية، وسنأتي على ترجمة هذا الفاضل في القسم الخامس من هذا التاريخ، وقد وضعنا صورته في أول الصور التي سندونها في آخر الكتاب.
وفي 15 نوفمبر سنة 1894م/16 جمادى الأولى سنة 1312ه المذكورة عين عدلي بك يكن مديرا للفيوم وهو مديرها الحالي، وسنأتي على ترجمته وصورته أيضا.
صفة الحكومة في كل هذه الأزمان
في مدة المغفور له محمد علي باشا كان المدير هو الحاكم والفاصل في كل الدعاوى بدون قيدها في دفاتر، ثم رتبت أقلام القضايا فصار ناظر القلم يجري تحقيق القضايا تحت ملاحظة المدير، وبعد تمام تحقيقها يحيلها على مجالس كانت متبعة في جميع أحكامها القانون العثماني، ثم ألغيت هذه المجالس واسمها الآن المجالس الملغاة، ونظمت المحاكم الأهلية الموجودة الآن في أغسطس سنة 1889م/1307ه، فوجدت بالفيوم محكمة جزئية يجوز لها الحكم في المواد المدنية التي لا تتجاوز قيمتها المئة جنيه، وتحكم في المخالفات والجنح، أما الجنايات فلها قاض يحققها ثم يحيلها على محكمة بني سويف الابتدائية الكلية.
أما الإدارة الآن ورئيسها المدير، فلم يبق لها من الفصل في دعاوى الخصومات شيء بل صارت مختصة بالنظر في التحصيلات والأمن العام بفروعه وأملاك الحكومة.
ولقد مضت فترة من زمن حكم جناب الخديو الأسبق كان النفوذ فيها لمفتشي الدائرة السنية، فكان بيدهم الحل والعقد في الرفت والتعيين وغير ذلك، وكان أقوى النفوذ في يد رشوان باشا مفتش الدائرة السنية بالفيوم، فقد كان جبارا مستحلا لأموال الناس.
أما العرب فكان لهم حاكم مخصوص يقال له السنجق أو الكاشف، وتحت يده أربعمئة عسكري، وكان يقال لهذه العساكر بين العامة «الربعمية» نظرا لعددهم، وفي الحكومة «الباشي بوزق»، كل ذلك في مدة محمد علي باشا، فكانت هذه الفئة تحكم بين العرب في خصوماتهم التي تقع بينهم أو بين بعضهم وبعض الفلاحين.
الأطيان وضرائبها
كانت الضرائب على الأطيان الخراجية لآخر مدة محمد علي باشا لا تزيد عن 50 قرشا، وما زالت تزيد حتى بلغت 136 فما دون ذلك، وهي الضرائب المربوطة إلى الآن.
أما العشوري فكان يعطي أولا رزقة بلا مال، وما زال كذلك في مدة محمد علي باشا وعباس باشا الأول حتى ولي سعيد باشا، فربطت عليه ضرائب أدناها 8 قروش وأعلاها 20 قرشا، وما زالت تزداد حتى بلغ أعلاها الآن 77 قرشا.
Unknown page