298

Taʾrih Dimasq

تأريخ دمشق

Investigator

د سهيل زكار

Publisher

دار حسان للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى ١٤٠٣ هـ

Publication Year

١٩٨٣ م

Publisher Location

لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق

Genres

History
واعتقالهم وقبض جماعة من أهل البلد وحملهم إلى مصر ولما وصلوا اعتقلوا فيها وفي هذه السنة هبت بمصر وأعمالها ريح سوداء وطلع سحاب أسود أخذ بالأنفاس وأظلمت منه الدنيا حتى لم يبصر أحد يده والريح تسقي الرمل في مقل الناس ووجوهم حتى يئسوا من الحياة وأيقنوا بالبوار بهول ما عاينوه والخوف مما نزل بهم ولما تجل ذلك السواد عاد إلى الصفرة والريح بحالها ثم انجلت الصفرة وظهرت الناس الكواكب وظن أهل تلك الأعمال بأن القيامة قد قامت وخرج الناس من منازلهم وأسواقهم إلى الصحراء وركدت الريح وأقلع السحاب وعاد الناس إلى منازلهم سالمين من الأذى وكانت مدة هذه الشدة منذ صلوة العصر إلى صلاة المغرب وفيها وصل السلطان غياث الدنيا والدين محمد بن ملك شاه من همذان إلى بغداد في جمادى الأولى منها ووردت الكتب والرسل إليه من الشام بانهاء الحال وما جرى من الافرنج بعد عودهم عن الفرات ونوبة صيدا والأثارب وأعمال حلب. ولما كان أول جمعة من شعبان حضر رجل من الأشراف الهاشميين من أهل حلب وجماعة من الصوفية والتجار والفقهاء إلى جامع السلطان ببغداد فاستغاثوا وأنزلوا الخطيب عن المنبر وكسروه وصاحوا وبكوا لما لحق الاسلام من الافرنج وقتل الرجال وسبي النساء والأطفال ومنعوا الناس من الصلاة والخدم والمقدمون يعدونهم عن السلطان بما يسكنهم من انفاذ العساكر والانتصار للاسلام من الافرنج والكفار وعادوا في الجمعة الثانية المصير إلى جامع الخليفة وفعلوا مثل ذلك من كثرة البكاء والضجيج والاستغاثة والنحيب.

1 / 276