269

Taʾrih Dimasq

تأريخ دمشق

Investigator

د سهيل زكار

Publisher

دار حسان للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى ١٤٠٣ هـ

Publication Year

١٩٨٣ م

Publisher Location

لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق

Genres

History
العدد الدثر في محاصرتها كليلًا. وكأنها وهي أعلى شاهق نزلت على الجبل من حالق فهي بهذه الصفة مقابلة لبلدة أصفهان التي هي مقر الملك ودار الثواء وأولى البلاد بتطهيرها من اهتياج الفتن واختلاف الأهواء ونحن نقيم بها طول هذه المدة المديدة وندبر أمرها إلى ما يصونه الرأي من الحيلة والمكيدة وأمامنا من المستخدمين وأصحاب الدواوين نفر تصغي إليهم أفئدتهم فيما كانوا عليه من مخالفة الدين يتوصلون بمكرهم إلى نقض ما يبرم وتأخير ما تقدم ويوهمون إنها من النصائح التي تقبل وتلزم حتى تطاول دون ذلك الأمد وبان من القوم المعتقد واتضح لنا من صائب التدبير ما يعتمد وكنا في خلال هذه الأحوال لم نخل هذه القلعة من طائفة تهزهم حمية الدين من الجند ينتهون من التضييق عليها إلى كل غاية من الجد فيتوفرون على محاصرتهم ومصابرتهم ويتشمترون لمزاولتهم ومصاولتهم ويقعدون لهم بكل مرصد ويسدون كل متنزل ومصعد حتى انقطعت عنهم المواد وخانتهم المير والأزواد واضطروا إلى أن نزل بعضهم على حكم الأمان بعد الاستئمار والاستئذان فأمرنا بتخلية سربهم وايمان سربهم وسلم الشطر من القلعة لخلوه من الفئة النازلة واعتصم ابن عطاش بقلة اخرى تسمى دالان مع نخب أصحابه من المقاتلة وهذه القلة هي أمنع المواضع من القلعة وأحصنها وأوعرها مسلكًا وأحزنها فقد نقل إليها ما كان بقي لهم من الميرة وسائر ما يستظهر به من السلاح والذخيرة على أن يلبثوا بها أيامًا معدودةً فينزلوا ويبذل لهم الأمان مثل ما بذل للأولين فيتحولوا كل ذلك بوساطة من قدمنا ذكرهم من المستخدمين في الدواوين وفي باطن الأمر خلاف ما يتوهم من الاعلان وذلك إنهم قدروا أن ما سلم من القلعة يترك على عمارته ومكانته وما امتنع به من القلة لا يقدر عليه لمنعته وحصانته فهم يتوصلون بتمكنهم من ذلك الحيل إلى سرقة ما سلموه آنفًا ببعض الحيل هذا وقد كفوا مؤن

1 / 247