Tarikh Culum Cinda Carab
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Genres
الذين يعدون من أهم العناصر التي عملت على نقل حضارة الأندلس، وثقافتها إلى أوروبا، والمستعربون هم النصارى واليهود الذين كانوا يمارسون في الأندلس أشغالا عملية وعلمية مختلفة، وكانوا يستعملون العربية في مخاطباتهم ومعاملاتهم، ويتعلمون آدابها وعلومها إلى حد أن البرو القرطبي تحسر على الإفراط في ذلك.
14
ويبدو هذا الاحتمال هو الأرجح، بل ويمكن تحديد أسماء المستعربين الذين حصل أديلارد منهم على النصوص القرطبية، وهما: بطرس ألفونسو
، ويوحنا أكريتوس
J. Ocreatus .
وسواء أكان أي من الاحتمالين هو الصحيح، فإن الذي يهمنا الآن هو أن ننتهي معا إلى أنه لا يمكن فهم دور أديلارد في نقل الرياضيات العربية من مركز توهجها - بغداد - إلى أوروبا والحضارة الغربية، وبالتالي إلى حركة العلم الحديث، بدون المصادرة على الحضارة الأندلسية، ومدرسة قرطبة بالذات.
على أن هذه مصادرة من ماضي العلم، وما زلنا حتى الآن هناك في ماضيه، نريد أن نعود الآن إلى زخم الحضارة في خواتيم القرن العشرين، وما أنجزه العلم طوال ذلك المدى من إنجازات طبقت الخافقين ... نعود إلى الحاضر؛ بل والمستقبل، لنلحق تلك المصادرة من ماضي العلم بمصادرة من حاضر العلم ومستقبله، عسى أن يكون تناولنا لتاريخ العلم مجديا أكثر. •••
فلما كان العلم الحديث هو التمثيل العيني لمقولة التقدم في حياة البشر؛ حيث يكاد يكون المنشط الإنساني الوحيد الذي يمثل - من أية وجهة أو زاوية للنظر - متصلا صاعدا، كل يوم أفضل من أمسه، فإن التفكير العلمي في صلبه تفكير مستقبلي، ومن هذا المنطلق المستقبلي تتأتى البحوث الدءوبة في فلسفة العلم، التي يمكن اعتبارها الوجه الآخر لتاريخ العلم. بعبارة أخرى: نحن نبحث في تاريخ العلم - في ماضيه - من أجل استشراف أفضل لمستقبله، لإمكانياته.
على هذا الأساس المستقبلي لا بد تأكيد أن كل تفكير في فلسفة العلم وتاريخه عقيم غير مجد، ما لم يتم في ضوء ثورة العلم المعاصر التي تفجرت مع مطالع القرن العشرين لتقلب مثاليات العلم وأصوليات منهجه رأسا على عقب، فتفتح أمام العلم إمكانيات جعلت تقدمه يكاد يسير بمتوالية هندسية بعد أن كان يسير بمتوالية عددية، فأمكن اعتبارها أعظم ثورة أنجزها الإنسان، وتحت وطأتها ارتجت وتقوضت دعائم عرش نيوتن، وبعد أن ساد الاعتقاد بأن نيوتن اكتشف حقيقة هذا الكون وانضبطت منظومة التفكير العلمي على هذا الأساس، أدركنا - بفضل هذه الثورة - أن نظرية نيوتن مجرد محاولة جبارة وناجحة في حدودها - فقط حدودها القاصرة دون عالم الذرة والإشعاع - لا سيما بعد أن تفتتت الذرة إلى جسيمات، ثم تفتتت الجسيمات - أخيرا - إلى كواركات
Quark
Unknown page