بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمدٍ وآله
مقدمة
قال أبو الوَليدِ: عبدُ اللهِ بنُ محمد بن يوسُفَ؛ الأزديُّ الحافظُ ﵀: الحمدُ لله الذي خَلَقَ الإنسانَ: فأحْسنَ؛ وصَوَّر: فأتقَنَ؛ وقَدَّر: فأَحْكمَ؛ وعَلَّم الإنسانَ ما لم يعلمْ. ألَهَمه العلمَ: الذي جَعَله دليلًا ووَسيلةً إليه، وشَفيعاَ مُشَفَّعًا عندَه: يَصرِفُ به الرَّدَى، ويُرشِدُ به إلى الهُدى، ويَرْفَعُ به الدرجاتِ العُلَى: في الآخرةِ والأولَى؛ به يُوَحَّدُ ويُعْبَدُ، ويُثْنَى عليه ويُحمَدُ. جعَلَه من عباده: في السُّعداءِ؛ وحظَرَه على الأشقياءِ. عِلمَ الأشياءَ علْمَ إحاطةٍ: أحْصاها عَددًا، ولا يُشْرِك معه في غَيْبِه أحدًا؛ يُشاهِدُ النَّجْوَى، ويَعلَمُ السرَّ وأخْفى؛ وله الأسماءُ الحُسْنى، سُبحانَه وتبارك وتعالى.
وصلى الله على محمدٍ: عبده ورسولهِ، وصَفْوتِه من خَلْقه؛ صلاةً: زاكيةً نامِيَةً طَيِّبَةً، مبارةً مُرَدَّدةً؛ وعلى آلِ محمدً الطَّيِّبين، وعلى جميع النبَّيين؛ وعليه وعليهم السلامُ أجمعين.
هذا كتابٌ جَمَعناه: في فُقهاءِ الأندَلسِ وعُلمائهم ورُواتهم، وأهل العِنايةِ منهم؛ مُلخَّصًا: على حَرف المُعْجَم؛ قَصْدنا فيه قصْد الاختصار: إذ كانتْ نِيَّتُنا قديمًا: أن
1 / 8
نُؤلفَ في ذلك كتابًا مُوعِبا: على المُدُنِ؛ يَشتمِلُ على الأخبارِ والحكاياتِ؛ ثُم عاقتْ عوائقُ عن بُلوغِ المُراد فيه: فَجَمعنا هذا الكتابَ مُختصرًا.
وغَرَضُنا فيه: ذِكْرُ أسماءِ الرجالِ وكُناهم وأنسابِهم، ومن كان يَغلِبُ عليه حِفْظُ الرَّأْي منهم؛ ومَن كان الحديثُ والرَّوايةُ: امْلكَ به، وأغلَبَ عليه؛ ومن كانتْ له إلى المَشرق رِحْلَةٌ؛ وعَّمن رَوى، ومَن أجَلُّ مَن لَقَى؟ ومَن بَلَغ منهم مَبَلَغ الأخْذِ عنه؛ ومن كان يُشاوَرُ: في الأحكام ويُستَفتى؛ ومَن وَلِى منهم خُطَّةَ القضاء؛ و: من المَولِد والوَفاةِ؛ ما أمْكَنني: على حسَبِ ما قَيَّدتُه.
ولم أزل مُهتَمًَّا بهذا الفن، مُعتّنيًا به، مُولَعًا: بجَمعِه والبحثِ عنه، ومُسائلة الشيوخ عمَّا لم أعْلَمْ منه -: مِنْ ذلك (بحمدِ اللهِ وعَونِه) ما أمَّلْتُه، وتَقَيَّد في كتابي هذا -: من التَّسمية. - ما لم أعلمْه: يُقَيَّدُ في كتابٍ أُلَّف في معناه، في الأندَلُسِ قَبْلَه.
وتَركنا تَكرارَ الأسانيدِ: مَخافةَ أنْ نَقعَ فيما رَغِبنا عنه -: من الإطالةِ. - وبَيَّناها: في صدْرِ الكتابِ.
فما كان في كتابنا هذا، عن أحمدَ -: دُونَ أن نَنسُبَه. فهو: أحمدُ بن محمد ابن عْبِد البَرَّ؛ أخبرنا به عنه: محمدُ بن رِفاعةَ -: الشيخُ الصالحُ. - في تاريخِه.
وما كان فيه عن خالدٍ، فهو: خالدُ بن سَعدٍ؛ أخبرَنا به عنه: إسماعيلُ بن إسحاقَ الحافظُ؛ في تاريخِه.
وما كان فيه عن محمدً -: دُونَ أن يُنْسَبَ. فهو: محمدُ بن حارثٍ القُرويُّ؛ أخذْتُ: من كتابِه؛ وبعضُه: بخطَّه.
وما كان فيه عن أبي سَعيد، فهو: أبو سعيدٍ عبدُ الرحمن بنُ أحمدَ بن يُونُسَ
1 / 9
ابن عبْدِ الأعَلَى المصريُّ؛ خَرجْتُه من تاريخِه: في أهلِ مصرَ والمَغربِ. أخَذَ ذلك من كتاب: أنففَذَه إليه أميرُ المؤمنين: الحكَمُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُسْتَنصرُ باللهِ؛ ﵀. وفيه -: عن غيرِ ذلك الكتابِ - ما أخبرَنا به يًحيى بنُ مالكِ العائذِيُّ، عن أبي صالحٍ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي صالحٍ الحَّانيَّ الحافظِ، عن أبي سَعيدٍ.
ومنه: ما أخبرني به أبو عبد اللهِ محمدُ بن أحمد بن يحيَى القاضي، عن أبي سَعيدٍ، وقد بيَّنتُ ذلك: في مَوضعِه.
وما جاءَ في كتابي هذا - عن محمدِ بن أحمدَ - فهو: محمدُ بن أحمدَ بن يَحيى القاضي هو: ابنُ مُفَرَّجٍ) . أخذْتُه من كتابٍ مُختصرًا: كان جَمَعه للإمامِ المُستَنْصرِ بالله؛ ﵀.
وما كان فيه - عن غيرِ هؤلاءِ - فقد ذكرتُ: من حدَّثني به؛ وعمَّن أخذْتَه. إلاَّ: أنْ يكونَ مَمَّا قَرُبَ عهدُه، وأدرَكْتُه بِسِنَيّ وقَيَّدْتُه بخطي وحِفْظي، وأخذْتُه عن ثِقةٍ: من أصحابي -: فلم أحتَجْ إلى تَسْميته.
وأملُنَا: جَمعُ الكتابِ الذي تَقدَّمَ ذكْرُه على البُلْدانِ؛ وَتَقصي ما اختصرناه في كتابِنا هذا -: من الحكايات والأخبار. -: إنْ تَأخَّرتْ بنا مُدْةُ، وصَحِبَتْنا من الله مَعُونةٌ. ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلاَّ باللهِ.
1 / 10
ولَّما رأيتُ كثيرًا من الوَفيَاتِ: ترْتَبطُ بدُول الملُوكِ؛ لم أجِدْ بُدًَّا مِنْ ذكْرِها في صدْرِ هذا الكتابِ -: ليكونَ دليلًا على ما تَعلَّق بها، وأُضيفَ إليها؛ معَ ما في علم ذلك: من الفائدة. - فرَسمنا على المَعنى الذي بَنينا عليه: من الاخْتصارِ. وبالله نَستعينُ: على ما نُؤَمَّلُه؛ وهو حَسْبنا ونعْمَ الوَكيلً.
ذِكْرُ دُخولِ الإمام عبدِ الرَّحمن بن معاويةَ الأندُلُسَ
وهو: عبد الرحمن بنُ معاويةَ بنِ هشامِ بن عبدِ الملكِ بنِ مروانِ بن الحَكمِ ابن أبي العاص بنِ أُميَّةَ بنِ عبدِ شَمسِ بنِ عبدِ منافٍ.
قال أحمدُ: دخَلَ الإمامُ: عبدُ الرَّحمن بنُ معاويةَ ﵀؛ الأندلُسَ: سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومائةٍ؛ واستولى عَلَى المُلكِ؛ ودَخَلَ القصرَ: يومَ الجمعةِ - يومَ الأَضحى -: سنةَ ثمان وثلاثين ومائةٍ: وتُوفيَ ﵀ في شهرِ ربيعٍ الآخرِ سنةَ اثنتين وسبعين ومائةٍ.
وكانت ولايتُه: ثلاثًا وثلاثين سنةً، وأربعةَ أشهرٍ.
وقال الرَّازِيُّ: تُفّي الإمامُ: عبدُ الرحمنِ بنُ معاويةَ ﵀: يومَ الثُّلاثاء لستّ ٍ بَقِينَ من ربيعٍ الآخرِ، سنةَ اثنتين وسبعينَ ومائةٍ؛ ودُفن: في القصر بقُرطُبةَ؛ وصلى عليه ابنُه: عبدُ اللهِ؛ المعروفُ: بالبَلَنْسِيَّ؛ وهو: ابن تسعٍ وخمسين سنةً، وأربعةِ أشهرٍ.
ووُلدَ: بدَير حَمِينا؛ من دِمشقَ؛ سنةَ ثلاثَ عَشْرةَ ومائةٍ.
فلبثَ في خِلافتِه - من يومِ بُويعَ له، إلى أن ماتَ -: ثلاثًا وثلاثين سنةً، وأربعةَ أشهرٍ، وأربعةَ عشرَ يومًا.
1 / 11
الإمامُ هِشامُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
قال أحمدُ: وُلِّيَ ابنُه هِشامُ بن عبدِ الرحمن؛ وتُوفِّيَ ﵀: في صفرٍ سنةَ ثمانينَ ومائةٍ. فكانتْ خِلافتهُ سبع سنينَ، وتسعةَ أشهرٍ.
وقال الرَّازي: بُويعَ لهشامِ، بنِ عبد الرحمنِ: إلى ستةِ أيامٍ من وفاة أبيه -: إذ كان غائبًا بماردةَ. - تُوفِّيَ: ليلة الخميسِ لثمانٍ خَلَونَ من صفرٍ سنةَ ثمانينَ؛ وهو: ابنُ تسعٍ وثلاثينَ سنةً، واربعةِ أشهرٍ، وأربعةِ أيامٍ.
ومَولدهُ: لأربعِ ليالٍ خَلَوْنَ من شوالٍ سنةَ تسع وثلاثينَ ومائةٍ.
فلبِث في خلافتهِ: سبعَ سنينَ، وتسعةَ أشهرٍ، وثمانيةَ أيامٍ. ودُفنَ: في القصرِ؛ وصلَّى ابنُه الحكَمُ بن هشامٍ.
الإمامُ الحَكَمُ بنُ هِشامٍ
ووُلِّيَ الحكَمُ بنُ هشامٍ: في صفرٍ سنةَ ثمانينَ ومائةٍ؛ تُوفِّيَ ﵀ يومَ الخميسِ لثلاثٍ بَقَيِنَ من ذِي الحِجَّة سنةَ ستّ ومِائتين.
وكانتْ وِلايَتُه: ستًّ وعشرينَ سنةً، وعشرةَ أشهرٍ.
قال الرَّازِيُّ: تُوفِّيَ الحَكَمُ بن هشامٍ: يومَ الخميسٍ لأربعٍ بَقِينَ من ذي الحجَّةِ سنةَ ستٍّ ومائتين؛ ودُفِنَ في القَصرِ: يومَ الجُمعةِ؛ وصلَّى عليه ابنُه: عبدُ الرحمن. وكان مَولدُه: سنةَ أربعٍ وخمسينَ ومائةٍ.
فلَبث في خلافتِه: ستًّا وعشرين سنةً، وعشَرةَ أشهرٍ، وثمانيةَ عشرَ يومًا. وبَلَغَ من السِّنِّ: اثنتين وخمسين سنةً.
الإمامُ عبدُ الرَّحمن بنُ الحَكَمِ
قال أحمدُ: ثم وُلِّيَ عبدُ الرَّحمن بِنُ الحَكَم: ليلةَ الجُمعةِ في ذي الحجةِ، سنةَ
1 / 12
ستٍّ ومائتين. وتُوفِّيَ ﵀ ليلةَ الخميسِ للَيلتينِ بَقِيَتا من شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومائتين.
وكانت ولايتُه: إحدى وثلاثين سنةً وشهرَين، وثمانيةَ عشرَ يومًا.
وقال الرَّازِيُّ: وُلِّيَ الأميرُ عبدُ الرَّحمن بنُ الحَكَم: يوم الخميسِ لثلاثٍ بَقٍينَ من ذي الحجةِ، سنة ستٍّ ومائتين. وتُوفِّيَ: ليلةَ الخميسِ لثلاثٍ خَلَونَ من شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومِائتين.
وكانتْ خِلافتُه: إحدى وثلاثين سنةً، وثلاثةَ أشهرٍ، وستةَ أيامٍ. وبَلغ من السنِّ: اثنتين وستينَ سنةً.
الإمامُ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
قال أحمدُ: وُلِّيَ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: في الليلةِ التي تُوفِّيَ بها أبوه؛ وتُوفِّيَ ﵀: ليلةَ الخميسِ في صفرٍ سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومِائتينِ.
فلبث في ولايته: أربعًا وثلاثين سنةً، غير ثلاثةِ أيامٍ.
قال الرَّازِيُّ: وَلِّيَ الأميرُ محمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: يومَ الخَميسِ لثلاثٍ خَلَونَ من ربيعٍ الآخِرِ، سنة ثمانٍ وثلاثين ومِائتينِ، وتُوفِّيَ: عَشِيَّةَ الخميسِ لليلةٍ بَقِيْتْ من صفرٍ، سنة ثلاثٍ وسبعينَ.
فكانت خِلافتُه: أربعًا وثلاثين سنةً، وعشرةَ أشهرٍ، وسبعةَ عشرَ يومًا، وبَلغِ من السنِّ: خمسًا وستينَ سنةً. وكان مَولدُه: في ذي القعدة، سنةَ سبع ومِائتينِ.
الإمامُ المُنذِرُ بنُ محمدٍ
قال أحمدُ: ثم وُلىَ الأميرُ المُنذِرُ بنُ محمدٍ: يومَ الأحدِ لثلاثٍ مَضَيْنَ من ربيعٍ
1 / 13
الأَّولِ، سنةَ ثلاثٍ وسبعينَ ومائتينِ. وتُوفِّيَ ﵀ ببشتر: سنةَ خمسٍ وسبعين ومِائتين.
وقال الرَّازِيُّ: تُوفِّيَ الأميرُ المُنذِرُ ﵀ فجأةً: في مَحِلَّته ببشتر؛ يومَ السبتِ للنِّصف من صفرٍ، سنة خمسٍ وسبعينَ.
وكانتْ خِلافتُه: سنةً، وإحدى عشرَ شهرًا، وخمسة عشرَ يومًا. وبلغ من السنِّ: ستًّا وأربعين سنةً. ودُفِنَ: في القَصرِ؛ وصلَّى عليه الأميرُ أخوه: عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ.
الأمير عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ
قال أحمدُ: وُلِّيَ عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ: سنةَ خمسٍ وسبعين ومِائتينِ؛ وتُوفِّيَ ﵀: ليلةَ الخميسِ أولِ يومٍ من ربيعٍ الأوَّلِ، سنة ثلاثِ مِائةٍ.
وقال الرَّازِيُّ: تُوفِّيَ الأميرُ عبدُ اللهِ: ليلة الخميسِ مُستَهلِّ ربيعٍ الأولِ، سنةَ ثلاثَ مائةٍ. وكانتْ خِلافتُه: خمسًا وعشرين سنةً، وخمسةَ عشرَ يومًا. ودُفِنَ: في القَصر؛ يومَ الخميسِ مُستهلِّ ربيعٍ الأول. وبلغ من السنَّ: اثنتين وسبعين سنةً.
أميرُ المؤمنينَ:
عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمدٍ النَّاصِرُ لدين اللهِ
قال أحمدُ: وُلِّيَ أميرُ المؤمنينَ - النَّاصِرُ لدين اللهِ: عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ اللهِ -: صَبِيحةَ يومِ الخميسِ مُستَهلِّ شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنة ثلاثِ مائةٍ. وتُوفِّيَ ﵀: يومَ الأربعاءِ لليلَتَين خَلَتا من شهرِ رمضانَ، سنةَ خمسينَ وثلاثِ مِائةٍ.
ومَولدُه - فيما ذَكَرَه الرَّازيُّ -: يومَ الخميسِ، عند انْبِلاجِ الصُّبحِ، لثلاثَ
1 / 14
عشرةَ ليلةً خَلَتْ من شهرِ رمضانَ، سنةَ سبعٍ وسبعينَ ومِائتينِ.
فكانت خِلافتُه: خمسينَ سنةً، وستةَ أشهرٍ، ويومينِ.
أميرُ المؤمنينَ المُسْتَنْصِرُ باللهِ،
الحَكَمُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
ووُلِّيَ المُسْتَنْصِرُ باللهِ الحَكَمُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: يومَ الخميسِ لثلاثٍ خَلَونَ من شهرِ رمضانَ، سنةَ خمسينَ وثلاثِ مِائة. وتُوفِّيَ ﵀: يومَ السبتِ لثلاثٍ خَلَونَ من صفرٍ، سنةَ ستّ وستينَ وثلاثِ مِائة.
ومَولدُه - فيما ذَكَره الرَّازيُّ -: يومَ الجمعةِ، عندَ صلاةِ الظُّهر، لستٍّ بَقِينَ من جُمَادَى الآخرةِ، سنة اثنتين وثلاثِ مائةٍ.
فكانتْ خِلافتُه: خمسَ عشرةَ سَنةً، وخمسةَ أشهرٍ.
أميرُ المؤْمنينَ: المُؤَيَّدُ باللهِ
هِشامُ بنُ الحكَم
وبُويعَ لهشامٍ أميرِ المؤمنين (أعزَّه الله) بالخِلافةِ: صَبِيحةَ يومِ الإثنينِ لخمسٍ خَلَوَنَ من صفرٍ، سنةَ ستٍّ وستينَ وثلاثِ مِائة.
ومَولدُه: في جُمادَى الآخِرةِ، سنةَ أربعٍ وخمسينَ وثلاثِ مِائةٍ.
1 / 15
حرف الألف
باب إبراهيم
١ - إبراهيمُ بن حسين بن خالدٍ: من أهل قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا إسحاق. وهو: ابن عمَّ عبدِ الله بن محمدِ بن خالدِ بن مَرْتِنَيِلْ.
كان: حافظًا للفقهِ، ووُلّيَ أحكامَ الشُّرطةِ، للأمير محمدِ بن عبد الرَّحمنِ ﵀؛ وله رِحلةٌ إلى المشرقِ: لقيَ فيها عليَّ بن سعيدٍ، وعبدَ الملك بن هشامٍ: صاحبَ المشاهدِ؛ ومُطَرْفَ بن عبدِ اللهِ: صاحب مالكِ بت أنسٍ.
وله كتابٌ مُؤلَّفٌ: في تفسير القرآن، رُوِيَ عنه.
وتُوفِّيَ ﵀: في شهرِ رمضانَ سنة تسعٍ وأربعين ومائتين. قاله أحمدُ.
٢ - إبراهيمُ بن زُرْعةَ: أندلُسيٌّ مولى قريشٍ؛ يُكَنَّى: أبَا زيادٍ. رَوى عنه سَحنُونُ بنُ سعيدٍ؛ وتُوفِّيَ ﵀: بإفريقيَّةَ: سنة اثنتي عشرة ومائتين.
ذكره أبو سعيدٍ؛ ولم أعرفْ له في الأندلس خبرًا؛ وإنما قدَّمته: لتقدُّم وفاتِه؛ على ما نحوَْنا إليه من السِّنين. هكذا في كتاب ابن عتَّابٍ، وقدَّمه: في أولِ البابِ، وبعده إبراهيم بن حسينِ بن خالدٍ.
٣ - إبراهيمُ بن حُسينِ بن عاصمِ بن كعبِ بن محمد بن عَلْقمةَ بن جَناب بن مسلم بن عدي بن مرّة بن عوف الثَّقِفِيُّ: من أهلِ قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبَا إسحاق.
سَمِع من أبيه وغيرِه. وله رحلةٌ سمع فيها، وتَصَرَّف في أحكامِ الشُّرطة والسُّوقِ
1 / 16
أيّام الأمير محمدٍ. وتُوفّيَ ﵀: يومَ الثُّلاثاءِ في رجبٍ سنةَ ستٍّ وخمسين ومائتين. ذكرهُ خالدٌ.
٤ - إبراهيم بن يَزيد بن قُلْزُم بن أحمد بن إبراهِيم بِن مُزاحِمٍ: مَولى عمر ابنِ عبد العزيز ﵀؛ من أهلِ قُرطبةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
سمعَ: من عبد الملك بن حَبيبٍ، ومن يَحيى. ورحلَ: فسمعَ من سَحنون بن سعيد، وأصْبَغ بنِ الفرِج. وكانَ علْمهُ: المسائلَ والشّروطَ؛ وكانَ: مُشاوَرًا. حَدّثَ عنه: أحمدُ بنِ خالدٍ، وغيرهُ. وتُوفّيَ ﵀: يوم السبت، في شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ ثمانٍ وستين ومائتين. ذكرهُ خالدٌ.
٥ - إبراهِيم بن إسحاق بن عيسى بنِ أصْبَغ بن خالدِ بن يزيدَ: من مَوالي بني أميّةَ، من أهلِ باجةَ. يُكنّى: أبا إسحاقَ.
كان: من أهلِ العِلمِ؛ وكان: صاحِبَ صلاةِ بلدِه؛ وكانت له - بِبَقيَّ بن مَخْلَدٍ - صُحْبةٌ. وَتُوفّي ﵀: سنةَ ثمانٍ وستين ومائتين؛ وهو: ابنُ ذلك، عن بعضِ أهلهِ.
٦ - إبراهِيم بن شُعَيبٍ الباهِليّ: من أهلِ إلبيرَةَ؛ يُكنّى أبا إسحاق.
روى: عن يحيى بن يَحيى؛ وعبد الملك بن حَبيبٍ. ورحلَ: فَلقي سحنونَ بن سعيدٍ، وحدّث. تُوفّي: سنةَ خمسٍ وستين ومائتين. ذكرَ وفاتَه أبو سعيدٍ.
٧ - إبراهِيم بن خالدٍ: من أهل إلْبِيرَةَ؛ يُكنّى أبا إسحاق.
سمعَ: من يَحيى بن يَحيى، وَسعيد بن حسّان. ورحلَ: فسمع من سَحنونٍ. وهو: أحدُ السبعةِ الذين اجتمعوا بإلبيرة - في وقتٍ واحدٍ -: من رُواةِ سُحنونٍ؛
1 / 17
وهم: إبراهيمُ بن شُعَيبٍ، وأحمدُ بن سليمان بن أبي الرَّبيع، وسُليمانُ بن نصرٍ، وإبراهيم بن خَلاّدٍ، وإبراهيمُ بن خالدٍ، وعُمرُ بن موسى الكِنانيُّ، وسَعيدُ بن النّمِرِ الغافِقِيُّ.
أخبرني بذلك غيرُ واحدٍ: ممن كَتبتُ عنه: من أهلِ إلْبيرةَ.
وتُوفّي إبراهِيم: سنةَ ثمانٍ وستين ومائتين. ذكر تاريخَ وفاتِه أبو سعيدٍ.
٨ - إبراهيمُ بن خَلاّدٍ الَّلخميُّ: من أهلِ إلْبِيرَةَ.
هو: أحد السبعةِ الذين كانوا بإلْبيرَة - في وقتٍ واحد -: من رُواةِ سحنونٍ. توفّيَ: سنة سبعين ومائتين. من كتاب محمد بن أحمد ﵀.
٩ - إبراهِيم بن عَجَنَّسِ بن أسْباطٍ الزِّياديُّ: من أهلِ وَشَقَة.
كان: حافظًا للفقهِ؛ واختصرَ المُدَوَّنةَ. ولهُ رحلةٌ: سمعَ فيها من يونُس بن عبد الأعلى. وجَدت بخطِّ محمد بن حارثٍ: توفّي إبراهيم بن عَجَنّس: في أيامِ الأميرِ المنذِرِ بن محمدٍ ﵀.
١٠ - إبراهِيم بن محمد بن بازٍ٢، يُعرَفُ: بابن القَزّاز. من أهلِ قُرطُبةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
كان: فقيهًا عالمًا، زاهِدًا وَرِعًا. سمعَ من يَحيى بن يَحيى، وسَعيدِ بن حَسّانٍ، وأبي زيدٍ: عبد الرحمن بن إبراهيم. ورحلَ: فسمعَ من يحيى بُكيْر، وأبي الطّاهر: أحمد بن عَمْرٍو بن السّرْحِ؛ وأبي زيد بن أبي الغِمْرِ، وسحنون بن سعيدٍ، وغيرهم. وكانَ: مُقدَّمًا في الفُتيا، حدّث عنه الناسُ.
قالَ لي العباسُ بن أصْبَغَ: نَا محمدُ بن خالِد بن وهبٍ؛ قال: تُوفّيَ إبراهيمُ بن
1 / 18
القَزّاز ﵀ بِطُلَيطَلةَ: لثمانيةِ أيامٍ مَضَين من شهرِ ربيعٍ الآخرِ ليلة الخميسِ؛ ودُفِنَ بها: يوم الخميسِ، سنةَ أربعٍ وسبعين ومائتين.
١١ - إبراهيم بن لَبيبٍ، يُكنّى: أبا إسْحاقَ؛ يُعرَفُ: بابن الحائك؛ من أهلِ قُرطُبةَ.
رَوى: عن يَحيى بن يَحيى، وسعيد بن حسّان، وعبد الملِك بن حَبيبٍ. ورحَلَ: فَلَقيَ القُعْنُبيَّ: عبد الله بن مَسْلَمة؛ وغَيره. روى عنهُ: عبدُ الله بن يُونسَ، ومحمدُ ابن قاسم، وغيرُهما.
تُوفّي ﵀: سنة ثمانٍ وسبعين. ذكرهُ أحمدُ.
١٢ - إبراهِيم بن قاسِم بن هِلال بن يَزيد بن عمران القَيْسيّ: من أهلِ قُرطبة؛ يُكنّى: أبا إسحاق.
سمعَ: من أبيه؛ وَرحَلَ حاجًّا: فسمعَ من سَحُنون بن سعيدٍ. وكان علْمهُ: المسائلَ؛ وكان: مُتَعَبّدًا. وقد حدّث.
توفّي ﵀: في المحرّم، في سنةَ اثنتين وثمانين ومائتين. قاله أحمدُ.
وأخبرَنا محمدُ بن أحمد؛ قال: نا أحمدُ بن خالدٍ؛ قال لي إبراهيمُ بن قاسمٍ: مَولدي: قبْلَ الهَيْجِ؛ ورأيتُ عيسى بن دِينارٍ.
١٣ - إبراهِيم بن النُّعمان: أندلسيٌّ سكن القَيْروان؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
أخبرنا عبدُ الله بن محمد بن قاسمٍ؛ قال: نَا أبو العَباس تَمّام بن محمدٍ التَّميميُّ؛ قال: حدثني أبي؛ قال: أبو إسحاق إبراهِيمُ بن النعمانِ أندلُسيٌّ؛ سمعَ: من سحنون ابن سعيدٍ؛ وكان: صحيحَ السِّماع منهُ؛ تُوفّي ﵀: سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، بمدينةِ سُوسة؛ وصلى عليه ابنهُ إسحاق.
قال عبد الله بن محمد: ولإبراهِيم بن النُّعمان، ابنٌ آخرُ، يُقالُ لهُ: محمدٌ؛ عُنِيَ
1 / 19
بالعلْم وسُمعَ منهُ: كَتَب عنهُ قاسِم بن أصْبَغ حكاياتٍ، وكان دونَ قاسمٍ في السِّنِّ.
١٤ - إبراهيم بن عيسى المُراديُّ: من أهلِ إسْتَجَةَ.
يروى عن العتْبيِّ؛ وابنه إسْحاقُ يروى (أيضًا) عن العَتْبيِّ.
وتُوفّيَ إبراهيمُ ﵀: في أيام الأمير: عبد الله بن محمدٍ ﵀.
ذكرهُ أبو سعيدٍ، وحكى: روايته عن العَتبيِّ. وأخبرني إسماعِيلُ: بروايةِ ابنه عن العَتبيّ.
١٥ - إبراهيمُ بن هارونَ: من أهلِ رَيَّةَ يُكنّى: أبا إسحاقَ. وهم قَومٌ يُعَرفون: ببني السَّقّا؛ لهم وَلاءٌ وشرفٌ.
وهو: أحدُ مَن جرَتْ على يديه نفقةُ الأميرِ محمدٍ ﵀: في إقامةِ جامِع رَيَّةَ. من كتابِ محمد بن أحمد.
وقال إسْحاقُ: هم: مَوالي عبدِ الملِك بن مَروانَ.
١٦ - إبراهِيم بن نَصْر الجُهْنيُّ؛ يُكنّى: أبا إسحاق؛ ويُعرَف: بابن أبْرولَ.
كان: قُرطُبيَّ الأصلِ؛ وخرَج أبوه إلى سَرَقُسْطَةَ: عندَ هَيْجِ أهلِ الرَّبضِ.
وكانتْ لهُ رحْلةٌ: لَقيَ فيها جماعةً: من أئمةِ المحدِّثين؛ منهُم: محمدُ بن عبد اللهِ ابن يزيد المُقرئُ المكيُّ، ومحمد بن إسماعِيل الصائغُ الكبيرُ، ويونس بن عبد الأعلى، وسُليمان بن داودَ، والحارثُ بن مسكينٍ، والمزَنيُّ، والرَّبيعُ بن سُليمانَ: صاحبُ الشافعيِّ؛ ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَمِ، وأبو الطّاهِر بنُ السَّرح؛ وجماعةٌ سواهم كثيرٌ. ودخلَ العراقَ: فسمعَ من بنْدارٍ، وغيره.
وكانَ: عالِمًا بالحديثِ، بَصيرًا بِعللِه. حدَّث عنه عثمان بن عبد الرحمن بن أبي زيدٍ، وثابتُ بن حزمٍ السَّرَقُسْطيُّ، وغيرُهما. وكان: ثِقةً.
1 / 20
وتُوفّيَ ﵀ بِسَرقُسْطَة: يومَ الثُّلاثاء، في ذي العقدةِ، سنةَ سبعٍ وثمانينَ ومائتين. قاله محمدٌ.
وفيه عن غيره: وكان لهُ أخٌ يُسَمَّى: محمدًا؛ شاركهُ في رِحلتِه. ولا أعلمُ: إن كان بَلَغَ مبلغَ الحَمْلِ عنه، أم لا.
١٧ - إبراهِيمُ بن إسماعِيل بن سهلٍ: أندلسيٌّ.
روى عنه: أبو عَمرٍ وعثمان بن عبد الرحمن، قطعةً من أصولِ السُّنةِ لعليِّ بن المدنيِّ. حدّث: عن محمد بن حزمٍ، عن إبراهيم بن بُكيرٍ، عن أبي الحَسَن بن محمدٍ الخُراسانيّ، عن عليٍّ. وهؤلاء مجهولون: ما أعرِفُهم.
١٨ - إبراهيمُ بن إسْحاق بن جابرٍ: من أهلِ قُرطبة.
روى: عن سعيدِ بن حسّانٍ. وتوفّي: سنة تسعٍ وثمانين ومائتين. ذكرهُ أبو سعيدٍ: في تاريخِه.
وذكرَه خالِدٌ، وقال: تُوفّي سنةَ تسعٍ وثمانين ومائتين.
١٩ - إبراهيم بن إسحاق الجُهَنيُّ: من أهلِ سَرَقُسْطة.
كان: فَقيهًا؛ تُوفّي: سنة تسعٍ وثمانين ومائتين. ذكرهُ الرّازيُّ.
٢٠ - إبراهيم بن هارُون بن سهلٍ: من أهلِ سَرَقُسْطةَ.
وُلِّيَ: أحكام القضاء بها؛ وتُوفّي ﵀: سنةَ ستٍّ وتسعين ومائتين؛ كُتِبَ عنهُ. وجدتُ تاريخَ وفاتِه: بخطِّ محمد بن حارِث.
٢١ - إبراهيمُ بن موسى بن جَميلٍ: مَولى بني أمَيّةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
خَبّرني عبد الله بن محمد بن عليّ بن محمد بن قاسمٍ: أن أصله من تدْميرَ. رحلَ إلى المَشرِق: فسمعَ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بِمصر؛ ومن عليّ بن عبد العزيز بِمكة، ودخلَ بغداد: فسمعَ بها من أحمد بن زُهَيْر بن حرب، وعبد الله بن أحمد
1 / 21
ابن حنْبل، وأبي بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن مُسلِم بن قُتَيبةَ. وسكن مصرَ: إلى أن تُوفّي بها.
حدّث عنه الناسُ كثيرًا. سمعَ: من رجالِ الأندلُسِ: قاسِم بن أصبغ، ومحمد ابن أيمَن، ومحمد بن قاسمٍ، وسعيد بن جابرٍ وجماعةٍ سواهُم.
أخبرني أبو محمدٍ عبدُ الله بن مُحمد بن عليٍّ؛ قال: سَمِعْنا أبا محمدٍ قاسِم بن أصْبَغَ، يقولُ: سَمِعتُ إبراهيم بن موسى بن جَميلٍ، يقرأُ الجزء السادسَ من المعارِف لابن قُتَيبةَ؛ وقد قَلَبه: بالتّصحيفِ والّلحنِ والخطإ؛ فَشَقّ ذلك عليه - حين رآنا - أشدَّ المشقةِ.
قال قاسِمٌ: وكنا نسخْنا من كتابِه - بمصر -: كتاب البصريِّيِّن من تاريخ ابن أبي خَيْثَمَةَ؛ فلمّا قدِمنا بغداد، وشهِدْنا بنُسختنا عندَ ابن أبي خيثمةَ، فقرأها عليْنا -: وجدناها مُخطئةً كلها؛ حتى أنكَرَنا، وقال: ما شأنُ كتابكم اليوم؟ فقلنا له: نسخْناه من كتابِ ابن جَميلٍ، وقد قُرئ على أهلِ مِصرَ.
فقال: الحمدُ لله الذي لم يَدخُل كتابي عندهم صحيحًا؛ ما كان أهلُ مصرَ يَستحقون مثلَ هذا.
ثم أخذْنا كتابه، وقابلنا به؛ ولقد بقيَ علينا فيه بَقايا: لم تَتمَّ بعدُ، ولا تَتمُّ أبدًا.
قال قاسمٌ: وأخبرني رجلٌ: من أهلِ مصرَ؛ قال: سمِعتهُ يقرأُ غريبَ الحديثِ لابن قُتيبةَ؛ على الناسِ؛ على الناسِ؛ فسمِعتهُ يقولُ في بيتِ زهيرٍ: بارزة الفقارةِ بارز -: الفقارةُ من البروز.
وأخبرني محمد بن أحمد الحافظُ؛ قال: قال لنا أبو سعيدٍ حفيدُ يونُسَ، بِمصرَ: توفّي
1 / 22
إبراهِيم بن موسى بن جَميلٍ ﵀ بمصر: في جُمادي الأولى، سنة ثلاثِ مائةٍ. وقد كتبتُ عنهُ، وكان: ثقةً. وكانت لإبراهيمَ ابنةٌ، تسمّى: عائشةَ؛ حدّثتْ عن أبيها. حدّثنا عنها خَلفُ بن القاسِم.
٢٢ - إبراهيمُ الزاهدُ؛ أخبرني عبد الله بن محمدٍ؛ قال: حدّثني تميمُ بن محمدٍ التّميميُّ، عن أبيه؛ قال: كان إبراهيم الأندَلُسيّ: خيّاطًا؛ وكان: له سماعٌ من سَحنونٍ؛ وكانتْ كتبهُ بعد وفاتِه: عند يَحيى بن عُمَر: وكان موتُ الزّاهد: قديمًا.
٢٣ - إبراهيم بن عبد الله بن مَسَرّة بن نُجَيحٍ: من أهلِ قُرطبةَ؛ يكنّى: أبا إسحاق: سمعَ: من أبيه، ومن الخُشَنيِّ، ومحمد بن وَضّاحٍ، ومُطَرِّف بن قَيسٍ. وَرَحَلَ مع أبيه: فسمع من جماعةٍ؛ وتُوفّي: بالإسكندرية: وفيه يقولُ أخوه محمدٌ، شعرًا -: أنْشَدِنيه بعضُ أصحابِنا. - أوّلُه: أحَقًّا - أيُّها النّاعي السَّمِيعُ -: أبو إسْحاق لَيْسَ لهُ رُجُوعُ؟! وفيها: على الإسْكَندَرِيَّةِ: عٌجْ فَسَلِّمْ؛ لِتُقْضَى منْ لُبَانَتِها، الدُّمُوعُ فَفِي عَرَصاتِها، شَمْلٌ شَتِيتٌ: تَشَتَّتَ عَنْهُ لي، صَبْرٌ جَمِيعُ ولم أَقَيِّدْ تاريخَ وفاتِه عن أحدٍ؛ وقد رأيتُ بعضَ كُتبِ سَماعهِ من الشّيوخِ الذين ذكرتُ. ولم يكنْ كأخيه.
٢٤ - إبراهِيم بن عيسى بن بَرونَ: من أهلِ طُليْطُلَةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاق.
سمع: من يحيى بن إبراهيم بن مُزَيْنٍ، ونُظرائه؛ وكان: مُفْتِيًا في وقتِه. ذكرَ. محمد بن حارِثٍ.
٢٥ - إبراهيمُ بن عُمَر الرُّعَيْنيُّ: من أهلِ باجةَ.
1 / 23
كان: صاحِبَ الصّلاةِ بها؛ وكان في طبقةٍ: معَ ابنِ القونِ، وإبراهِيم بن إسحاق، وهِشامِ بن عَبْدوسٍ؛ وكان: يُسْتَفتى معهَم.
٢٦ - إبراهيم بن حَمدونٍ: من أهلِ قُرطُبةَ.
سمعَ ابن وضّاحٍ؛ وكان: مَوصوفًا بالفضلِ والخيرِ. وتُوفّي ﵀: سنة تسع عشرةَ وثلاثِ مائةٍ. ذكرهُ خالدٌ.
٢٧ - إبراهيم بن أحمدَ بن مُعاذٍ الشَّعبانيُّ: من أهلِ قُرطُبةَ.
سمعَ: من أيّوب بن سُليمانَ، ومن عمِّه: سعد بن مُعاذٍ؛ ومن طاهِر بن عبد العزيز. وكان مُعتَنِيًا: بالرّأيِ، ودَرْسِ المسائلِ. قاله خالِدٌ.
تُوفّي ﵀: سنة اثنتين وثلاثِ مائةٍ (أو ثلاث) . شكَّ خالدٌ.
٢٨ - إبراهيم بن محمد المُراديّ: من أهلِ قرطُبةَ.
قال خالدٌ: سمعَ: من قاسِم بن محمدٍ، وغيره.
وقال ابنُ الحارِث: توفّي سنةَ ستً وعشرينَ وثلاثِ مائةٍ. من كتابِ محمدِ ابن أحمدَ بخطِّه.
1 / 24
٢٩ - إبراهيمُ بن سُليمان بنِ أبي زكريّاءَ: من أهلِ رَيَّةَ.
كانَ: صاحبَ وثائق؛ وتولَّى صلاةَ الموضعِ: إلى أن تُوفّيَ: سنةَ ستٍّ وعشرينَ وثلاثِ مائةٍ.
٣٠ - إبراهيمُ بن داودَ: من أهلِ قُرطبة.
سمعَ: من ابنِ وضّاحٍ، وابنِ القزَّازِ، والخُشنيِّ. وكانَ: حسنَ العِنايةِ، مشهورًا: بطلَبِ العلمِ. ذكرهُ خالدٌ.
وكان سُكنى إبراهِيم بن داودَ:) بِمنْيةِ العَجبِ، بينَ المجمدّينَ (. وتُوفّيَ: سنةَ سبعٍ وعشرينَ وثلاثِ ومائةٍ؛ في غزاةِ الخندقِ. من كتابِ محمدِ بن أحمد بخطِّه.
٣١ - إبراهيمُ بن محمدِ بن قاسِم بن هلالٍ: من أهلِ قُرطبُة.
سمعَ: من الخُشنيِّ، وابن وضّاحٍ؛ ومن عمِّه: إبراهيم بن قاسِم. وكان: متعبِّدًا. وتُوفّيَ ﵀: سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وثلاثِ مائةٍ. قاله: خالدٌ، وأحمدُ.
٣٢ - إبراهِيم بن نَعتونٍ: من وادي الحجارةِ.
سمعَ: من عُبَيْدِ اللهِ بن يَحيى، وغيرهُ. ورَحَلَ: فَلَقِيَ أبا مُسلمٍ البصريّ، وغيره. ذكرهُ خالدٌ.
٣٣ - إبراهيمُ بن محمدِ بن إبراهِيمَ بن إسحاقَ بن عيسى بن أصْبَغَ بن خالدٍ بن يزيد الباجي: من أهل باجة، يُكنّى: أبا إسحاق. سمعَ من محمد بن عبد الله بن القون، ومحمد بن عمر بن لُبابة، وأحمد بن خالِد، وأبي صالح أيوب بن سليمان وغيرهم.
وكان: فَصيحًا بَليغًا، شاعرًا حافظًا للغةِ والنحوِ؛ فَقيهًا. وكان: صاحِب صلاة موضِعه. تُوفّيَ ﵀: في صَدْرِ سنةِ خمسين وثلاثِ مائةٍ؛ وهو: ابن ثلاثٍ وستين سنةً. أخبرني بذلك بعضُ أهله.
٣٤ - إبراهيم بن عبدِ الله بن صالحٍ: من أهلِ كُورَةِ جَيّانَ.
سمعَ: من محمد بن عبد الملك بن أيْمَنَ، وأحمدَ بن زيادٍ، وغيرهما. وكان مُعْتَنِيًا بالفُتيا، ومُقدّمًا في موضعه. ذكرهُ خالِدٌ.
٣٥ - إبراهِيم بن حَزمٍ: من أهلِ أسْتِجةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
سمعَ: من موسى بن أزْهَر، وغيرِه. وكانَ: مؤدِّبًا بأسْتجةَ. أخبرني بذلِك إسماعيلُ، وأثنى عليه.
٣٦ - إبراهيم بن قَيسٍ: من أهل شَذُونةَ، من ساكِني البحيْرةِ؛ يُكنّى: أبا إسحاق.
سمعَ: من أحمدَ بن عُبادةَ الرُّعَيْنيِّ، وغيرِه. وكان: فَقيهًا.
1 / 25
تُوفّيَ: في نحوِ الستينَ وثلاثِ مائةٍ. أخبرني بذلك بعضُ أهلِ موضعه.
٣٧ - إبراهِيم بن شُعَيْبٍ الورَّاقُ: من أهلِ قُرطبة؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
سمعَ: من عبدِ الله بن يونُسَ، وقاسِم بن أصْبَغَ، وغيرِهما؛ وحدّثَ.
٣٨ - إبراهِيم بن يَحيى بن بَرونَ: من أهلِ طُلَيْطَلةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
سمعَ: من أحمدَ بن خالدٍ، ومحمد بن عبدِ الملِك بن أيْمَن، وقاسِم بن أصْبَغ وغيرِهم. ووُلِّيَ أحكامَ القضاءِ: بِطُليطَلةَ وغيرها؛ وحدّث بموضعهِ وبِقُرطبة. رَوى عنه: خلَفُ بن قاسمٍ، وعبدُ الرحمنِ بن عُبيْد اللهِ.
تُوفّي: بِقُرطبةَ، ودُفِن: بمقْبرةِ قُريشٍ.
٣٩ - إبراهيمُ بن هارون بن خلَفِ بن عبدِ الكريم بن سعيدٍ المًصْموديُّ: من البَرْبَرِ؛ من أهلِ الأُشْبُونَةِ؛ يُكنّى: أبا إسْحاق؛ ويُعرَف: بابن الزّاهد.
سمع: من محمد بن عبد الملِك بن أيْمَن، وقاسِم بن أصبَغ، وغيرهما: وحدّث: أنه أقام بقُرطبة - في طَلبِ العِلم - أربعين سنةً. وكان ضابطًا: لِما كتبَ؛ ثِقةً: فيما روى. وتُوفّي: سنةَ ستينَ وثلاثِ مائةٍ. أخبرني بذلكَ من أثِقُ به.
٤٠ - إبراهِيم بن لُبٍّ: من وادِي الحِجارة؛ يُكنّى: أبا إسحاق.
حدّث: عن محمد بن قاسمٍ، وغيرِه.
٤١ - إبراهِيم بن عُبَيْدِ الله المُعافِريُّ: من أهلِ إشْبيليّةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
سمعَ: من أحمد بن خالِدٍ، ومحمدِ بن فُطَيْسٍ الإلْبيرِيِّ، وأحمد بن بِشرِ بن الأعْبَسِ، ونُظرائهم. وكان - معَ رِوايتِه للحديث -: حافظًا للّغةِ، بَصِيرًا بالشِّعرِ، مَطْبوعًا فيه.
1 / 26
ورحلَ عن حاضرةِ إشْبيليّةَ: فَسكَن بادِيةً له بغَرْبِها؛ إلى أنْ تُوفّيَ: سنةَ اثنتين وستينَ وثلاثِ مائةٍ. من كتابِ محمدِ بن حسنٍ القاضي الزّبيديِّ ﵀.
٤٢ - إبراهِيم بن غَدْرون بن عبدِ الله: من أهلِ إلْبِيرَةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ؛ ويُعرَفُ: بابن الأجْدِية.
سمعَ: بِقُرطبةَ: من محمد بن عبدِ الملِك بن أيْمَن، وقاسم بن أصبَغ، وأحمد بنِ عُبادةَ الرُّعَيْنيِّ، وابن أبي دُلَيْم، وغيرهم.
وتُوفّي: يوم الثُّلاثاء، في عقِبِ جُمادِي الآخرة، سنةَ أربعٍ وستينَ وثلاثِ مائةٍ.
٤٣ - إبراهيم بن محمد بن نابلٍ؛ هو: أخو أبي بكرٍ الحُسَين بن محمد بن نابلٍ؛ من أهلِ قُرطُبةَ؛ يُكنّى: أبا إسحاقَ.
كان: شيخًا أديبًا، لهُ حظٌّ: من العِلمِ. سمِعتُه يقولُ: كان هاشمُ بن عبدِ العزيزِ، قد كتبَ في صدرِ مجلِسه: بنَفْسِكَ: فاْعمَل كُلَّ أمْرٍ تُريدُهُ؛
ومالَمْ تُرِدْ منهُ: فَكِلْهُ إلى الدسْلِ
٤٤ - إبراهيم بن وهْبٍ: من أهلِ مالقَةَ؛ من بني زيادٍ.
كان: فَقيهًا مُتَفَنِّنًا، عالِمًا: بالشّعرِ، والنحوِ، والغَريبِ. ذكرهُ إسحاقَ القّيْنيُّ.
٤٥ - إبراهِيم بن أحمد بن فتْحٍ: مَولى قُريْشٍ، من فِهْرٍ؛ من أهلِ قُرطبة؛ يكنّى: أبا إسحاق؛ ويُعرَفُ: بابن الحَدّادِ.
رَوى: عن محمد بن عبد الملِك بن أيْمَن، ومحمد بن مسْعَور، وعبد اللهِ بن يونُسَ
1 / 27