200

Taʾrih al-ʿalam

تأريخ العالم

============================================================

اللجدمونيين - الا يزول عنهم ما كانوا احتووه من الملك لهم ففصلت الحرب بينهم بهزية اللجدمونيين الى المدينة . فعند ذلك اتهموا من كان معهم من أعوانهم الذين كانوا اخذوهم من جنس الاثناشيين ، وخافوا ان يتلو(1) المدينة في اينيهم ، فجعلوا الحرس عليهم . ثم ارادوا ان يفتنوا طرسبيل اقدلدع7] بالاموال ويصرفوه منهم . فلما لم يكنهم ذلك بعثوا الى قومهم اللجدمونيين في المدد ، ثم عاودوهم الحرب.

فقتل في تلك المعركة قاتآدان من الثلاثين القائد، وولى سائرهم هاريين. فأقبل طرسبيل يتبعهم ويهتف وراءهم حيثما تظر الى احد من الاثيناشيين الذين كانوا خرجوا معهم من المدينة، فيقول : "يا معشر الاثيناشيين ا مع من تهربون، أو عمن تفرون؟! اتهربون عن ناصركم وطالب تأركم مع عدوكم المشرف عليكم ا إنمسا أحارب الثلاثين السيد الذين جعلوا عليكم ، لا أحاربكم فمن كان منكم اثيناشيا فليرجع الى طالب ثأر الاثيناشيين والمنتقم طم" . فعمل قوله بقلوبهم ، ونجعت وصيته يهم فلما دخلوا المدينة، ثاروا على أولنك القواد وقاتلوهم، حتى اضطروهم الى الخروج عنها والمروب الى مدينة الوسينة اماهدهلظ ] ثم فتحوا أبواب المدينة، وأدخلوا فيها قومهم الدين كانوا مع طرمبيل وهبوا معهم إلى مقاتلة أولئك القواد. ثم لطفوا بهم قبل مناشبتهم الحرب كأنهم يريدون مقاولتهم ومعاملتهم.

ونصبوا طم الكمائن فأصابوهم وقتلوهم آجمعين.

فاجتمع إذ ذلك الاثيناشيون في واحد، وبكوا فرحا على ذهاب عدوهم وانقطاع المملكة عنهم ورجوع الحرية اليهم . ثم تحالفوا بالايان اللازمة لهم على قطع كل عداء يضب بينهم وترك كل حقد سلف فيهم ، والا يذكر أحد منهم من ذلك أبدا شيثا وجعلوا قسمهم بذلك كأته ابتداء للعيش وتأسيس للبقاء. وسموا ذلك القسم بلغتهم (امستيام" [166] ومعناه : "عدم المكروه".

قال هروشيوش: فأصابوا النظر وأجادوا الرأي ، لو كانت أمور الناس تبقى على ما يقدمون في انفسهم ويقيمون في رأيهم . الا ان لذا مدبرا غيرهم ، فهي لا (1) تله = دنعه اليه.

Page 200