وقد اشترى أرسلان خان بيوتا كثيرة فى المدينة وأمر بأن يهدم من المسجد الجامع ما كان قريبا من الحصار، وبهدم تلك المنارة التى كانت على مقربة من الحصار وإقامتها بالمدينة، فكانت فى غاية الفخامة والجمال بحيث لم يكن مثلها فى أى مكان. ولما تمت وركبوا رأسها وبقى قليل على تمامها أصابتها عين وانهارت المنارة على المسجد الجامع فانهدم ثلثه وتحطمت جميع الأخشاب المنقوشة والمخروطة، فأمر أرسلان خان مرة أخرى بإقامة المنارة، وبالغوا فى إحكامها وجعلوا رأسها من الآجر وبناها كلها من خالص ماله. والمسجد الجامع الذى أمر به أرسلان خان كان فى سنة خمسمائة وخمس عشرة (1121 م). وبالمسجد كله خمسة أروقة داخلية، والرواقان المطلان على المدينة مع المنارة من بناء أرسلان خان وهذا الرواق الأكبر والمقصورة من بناء شمس الملك، وبين هذه رواقان داخليان منذ القدم، والذى بقرب الحصار من آثار الأمير إسماعيل السامانى رحمه الله. وقد بناه سنة مائتين وتسعين (902 م) والآخر الذى فى ناحية بيت أمير خراسان من بناء الأمير الحميد نوح بن نصر بن إسماعيل السامانى فى سنة ثلثمائة وأربعين من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم (951 م) «1».
Page 81