وطلب أهل بيكند الأمان، فصالحهم قتيبة على مال أخذه «1» وأمر عليهم ورقاء بن نصر الباهلى وتوجه إلى بخارى.
فلما بلغ خنبون «2» أخبروه بأن أهل الحصن تمردوا وقتلوا الأمير. فأمر قتيبة العسكر قائلا: اذهبوا وانهبوا بيكند فقد أبحت دماءهم وأموالهم. وسبب ذلك أنه كان فى بيكند رجل له بنتان جميلتان، فانتزعهما ورقاء بن نصر، فقال هذا الرجل:
إن بيكند مدينة كبيرة فلم تأخذ ابنتى من بين كل أهل المدينة؟ فلم يجبه ورقاء. فوثب الرجل وطعن ورقاء بسكين فى سرته ولكنها لم تكن قاضية ولم يقتل.
فلما بلغ قتيبة الخبر عاد وقتل من كان فى بيكند من أهل الحرب جميعا واسترق من بقى، بحيث لم يبق فى بيكند أحد وخربت. وكان أهل بيكند تجارا وقد ذهب أكثرهم إلى بلاد الصين والجهات الأخرى للتجارة،، فلما عادوا بحثوا عن أولادهم ونسائهم وأقربائهم وابتاعوهم من العرب، وعمروا بيكند كذلك مرة ثانية. وقد قيل بأنه لم تكن مدينة تخربت كلها وبقيت خاوية ثم عمرت سريعا على يد أهلها أنفسهم إلا بيكند.
Page 74