فلما ضربوا الغدريفى وراج الدرهم الفضى المقوم بستة دراهم غدريفية، ألزمهم السلطان أداء الخراج بهذا الغدريفى، فلما عز الغدريفى حتى صار كل درهم منه يعادل درهما من الفضة ولم يطلب «1» السلطان الفضة، وطلب الغدريفى ارتفع خراج بخارى دفعة من مائتى ألف درهم إلا قليلا إلى مليون وثمانية وستين ألفا وخمسمائة وسبعة وستين (567 و068، 1) درهما غدريفيا. وقد روى محمد بن جعفر أنه فى سنة كان المائتان والعشرون درهما من الفضة الخالصة تعادل خمسة وثمانين درهما غدريفيا. ويقول أحمد بن نصر إنه فى سنة اثنتين وعشرين (أى 522 ه- 1128 م) حيث ترجمنا هذا الكتاب، كان المائة درهم من الفضة الخالصة بسبعين درهما غدريفيا، والذهب الأحمر «2» كان المثقال منه بسبعة دراهم ونصف درهم غدريفية.
وقد حكى محمد بن جعفر أن هذا الغدريفى ضرب بقصر ماخك «3» فى مدينة بخارى وكانت الفضة فى الدرهم الغدريفى أكثر من الأخلاط الأخرى، وقيل إنه كان فى كل درهم قدر «4» من الذهب، ويوجد فى كل عشرة دراهم من نصف درهم إلى أربعة دوانق ونصف دانق «5» ذهب. وقد ضرب كل من آل سامان والملوك الآخرين بعدهم فى بخارى كثيرا من الپشيزات العدلية «6»، ولم يذكر ذلك لأنه لم يكن فيه غرابة.
Page 63