ذكر جوى موليان وصفتها
كانت ضياع جوى موليان قديما ملكا للملك طغشاده، وقد أعطى كلا من أولاده وأصهاره حصة منها. وقد اشترى الأمير إسماعيل السامانى هذه الضياع من حسن بن محمد بن طالوت قائد المستعين «1» بن المعتصم.
وقد أنشأ الأمير إسماعيل فى جوى موليان دورا وبساتين، وأوقف أكثر الحصص على مواليه وما تزال موقوفة. وكان دائما مشغول البال من جهة مواليه. وذات يوم كان الأمير إسماعيل يشاهد جوى موليان من قلعة بخارى و«سيما الكبير» مولى والده ماثل أمامه، وكان يحبه ويعزه كثيرا، فقال الأمير إسماعيل: ألا يهيئ الله الأسباب يوما فأشترى لكم هذه الضياع، ويطيل بقائى حتى أراها وقد صارت ملكا لكم، لأنها أثمن ضياع بخارى كلها وأجملها وأطيبها هواء، فرزقه الله شراءها جميعا ووهبها لمواليه، فسميت «جوى مواليان» - جمع موال- ويسميها عامة الناس «جوى موليان» - بحذف الألف- ويتصل بقلعة بخارى صحراء يقال لها «دشتك» «2» وكانت جميعها قصباء «3» فاشترى الأمير إسماعيل رحمه الله ذلك الموضع أيضا من حسن بن طالوت بعشرة آلاف درهم. وقد حصل على عشرة آلاف درهم من ثمن القصب فى العام الأول، وأوقف الأمير إسماعيل ذلك الموضع على المسجد الجامع.
Page 49