235

============================================================

ذكر داود عليه الشلام كذا وكذا، فلما انتهى إلى إخوته سمع الناس يذكرون جالوت ويعظمون أمره فقال: إني أراكم تعظمون أمر هذا العدو وكأنكم على الباطل وهو على الحق أو لا تعلمون أن أهل الحق هم الغالبون والله لو لقيت جالوت لقتلته فأدخلوني على طالوت فأدخلوه عليه فقال له مثل ذلك فقال له طالوت وماذا عندك من القوة التي جربت بها نفسك؟ فقال داود: إن الذتب يدخل في غنمي فآخذه فأفك لحييه فقال طالوت: إن الذئب كلب يطيقه كل أحد قال وكذلك فعلت بالأسد إذا دخل على غنمي قال طالوت الإقدام على الأسد أمز شديد، وفي رواية أخرى أن داود لما انتهى إلى إخوته وجد المنادي ينادي في العسكر إن الملك طالوت يقول من قتل جالوت فأنكحه ابنتي وأقاسمه ملكي، فقال داود لإخوته أليس منكم أحد يبرز إليه فيقتله ويتزوج ابنة الملك ويقاسمه ملكه، فقال له إخوته: إنك لمجتون ومن يطيق جالوت مع ما هو عليه من العظم والشدة فقال أنا أبرز إليه فأقتله فنهوه إخوته وقالوا له: اسكت آنت غلام أحمق فسكت ثم ذهب في خفية من إخوته إلى المنادي وقال له: قل للملك إني أخرج إلى جالوت فأقتله، فلما رجع المنادي إلى طالوت قال له: إنه لم يجب إلى مبارزة جالوت إلا غلام من بني إسرائيل قال: فأت به فأتى بداود فقال له: أنت تقول إني أبرز لجالوت قال: نعم، قال: وهل جربت نفسك بشيء قط فذكر له أمر الذثب والأسد فقال لعلك تقتله إن شاء الله تعالى، ثم إنه لما كان غداة يومهم أصبحوا واصطف العسكران للقتال دعا طالوت بداود وقال له تبرز لجالوت قال: نعم، فدعا له بفرس وسلاح ودرع ويقال إن شموئيل كان قد دفع تلك الدرع إلى طالوت وقال له من ساوى هذه الدرع إذا لبسها فهو قاتل جالوت، فلما ألبسها داود ساواها ففرح طالوت بذلك ورجا أن يكون داود من قتل جالوت فبرز داود من عند طالوت فلما سار قليلا نزل عن الفرس ورذ الفرس والسلاح إلى طالوت فقال طالوت ومن عنده جبن الغلام عن جالوت فدعاه طالوت وقال له: ما حملك على رد السلاح والفرس فقال إني لم أتعود لبس السلاح وركوب الخيل ولكني أقاتل كما أطيق وأعتاد فشأنك فخرج داود حتى وقف موقف البراز بحذاء جالوت فقال له جالوت: ما شأنك يا غلام؟ قال: جئت أبارزك قال: أنت جئت لقتالي من بين العسكر كلهم، قال: نعم، قال: وكان جالوت رجلا جسيما في سلاح مثل جسمه ويذكر أنه كان في بيضته مائة وعشرون رطلا من حديد وكان عموده مائة وستين رطلا والله أعلم، قال وتقدم داود التابوت فقال له جالوت: يا غلام بأي سلاح تقاتلني قال: بهذه وأشار إلى قذافته فقال تريد أن ترميني بالحجارة كما ترمي الكلاب فقال داود: أنت إلا كلب من الكلاب، ثم إن داود أدخل يده في مخلاته فوجد الأحجار الثلاثة تواثبت في مخلاته كل يقول ارم بي، ثم إن الله تعالى جعلها صخرا واحذا فأخذه داود فوضعه في قذافته فرمى به جالوت وكبر

Page 235