============================================================
ذكر موسى عليه السلام فتنتهم قال: بما عمل لهم السامري من العجل فأضلهم به، قال: فرجع موسى إلن قومه غضبن أيفا [طه: الآية 86] وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال: رحم الله أخي موسى ليس الخبر كالعيان لقد كان الله تعالى أخبره بفتنة قومه حيث قال: فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم التامري [طه: الآية 85] وعرف أن قول الله تعالى حق وصدق، وإنه لتمسك بما في يده من الألواح وأخذ برأس آخيه يجره إليه، قالت الرواة: وكان سبب صنيع السامري العجل أنه كان السامري رجل من غير بني إسرائيل من أهل قرية يقال لها باجرما وكانوا عبدة العجل والبقرة، فكان ذلك في قلبه، وهو يظهر الإسلام لبني إسرائيل ويستر عبادة العجل، وقال آخرون: بل كان السامري من بني إسرائيل واسمه موسى بن ظفر وكان يعرف جبرائيل ، وسبب ذلك أن أمه هربت به أيام فرعون لأولاد بني إسراتيل فوضعته في غار من الجبل فأمر الله تعالى جبرائيل آن يأتيه إذا لم تأته أقه فيطعمه فلما شب عرف جبرائيل فلما كان يوم عبور بني إسرائيل البحر رأى السامري جبرائيل على فرس الحياة وهي على هيئة رمكة أنشى بلقاء فكانت لا تطأ شيئا إلا حيي ولا أرضا إلا اخضرت فعرف السامري، فأخذ من تراب حاقر فرس الحياة قبضة وحملها مع نفسه فلما كان بعد انطلاق موسى إلى الجبل كان وعد أن يأتيهم لثلاثين ليلة، فلما أمره الله تعالى بصيام العشر الأخر ولم يرجع إلى قومه للوقت الذي وعد قال لهم السامري: إن موسى لا يعود إليكم أبدا فهل لكم أن أصنع لكم إللها تعبدونه وكان رأى حرصهم على العجل حين قالوا: اجعل لنا إلنها كما لمم ءالهة) [الاعراف: الآية 138]، فقالوا له : نعم، فقال لهم: فأتوني بالحلي التي حملتموها من حلي آل فرعون، ويقال: لا، بل إن هارون قال لبني إسرائيل إنكم قد حملتم أوزارا من زينة القوم أي قوم فرعون وإنها لا تحل لكم وذلك أن الغنائم لا تحل لأمة من الأمم السالفة وقال لهم فأتوني لأحرقها ويقال إنه قال لهم: لعل يجيء موسى إنما تأخر عن موعده لشؤم ما معكم من حلي آل فرعون فأتوني بها أحرقها فأتوه بها، فأوقد نارا والقاها فيها حتى أحرقت جميع ما كان من ثوب وشيء وصارت الذهب والفضة سبيكة وكان السامري صائغا فجاء فأخذ السبيكة وصنع وصاغ منها عجلا ثم ألقى فيه من التراب الذي حمل معه من حافر فرس الحياة فأحياه الله تعالى فقام عجلا وخار خورة وقال بعضهم: إنه صار لحما ودما وعظاما كالعجاجيل ويقال بل حيي وعاش وهو ذهب، وقيل: بل كان غير حي جمادا إلا أنه كان مشتبكا يدخل الريح من دبره ويخرج من فيه، فيكون له صوت كصوت العجل وخواره وقد ذكرنا وجه القول فيه في معاني سورة الأعراف ثم قال السامري: لأغمار بني إسرائيل هذا إللهكم وإلكه موسى فإن لم يأتكم موسى فقد أتاكم ربه
Page 203