============================================================
وكان ذلك في زمان داري، آخر ملوك الفرس.
وبعد ذلك كان بقرطاجنة الرجل الذي يدعى هانون (1rr5) (1) ، وكان كثير المال، وكانت قوته تزيد على قوة سلطانها. ولم يكن من بيت الرناسة . فذهبت به همته، لكثرة ما له، آن ينال السلطان . فأدار () على قتل الأشراف والوجوه الذين عرف انهم آولى بالسلطان منه . وأظهر الأعراس لابنة كانت له ليجمعهم في التصنيع ويسمهم في الشراب فيقتلهم اجمعين . فماطاع له في مذهبه (3 بعض اعوانه ، فلم يتم له ما آراد في ذلك الوقت . ووضع يده في السنة القابلة في اكتساب المماليك وأعدهم للثورة بهم والغلبة على المدينة. فلما فهم انه قد فطن له، قبل اليم الذي أراد الثورة فيه ، خرج في عشرين الفا من عبيده ، فأخذ حصنا في تلك الناحية ثم وضع يده في النهب والغارة على كل من جاوره . فاجتمعت عليه الأفارقة والبرابرة فآخذ مأسورا، فضرب بالقضبان، ثم سيلت عيناه، ثم كسرت يداه وساقاه ورضض جميع بدنه حتى مات وصلب ميتا وقتل آولاده وآختاه وجميع آهله وأقاربه لثلا يبقى من آهله آحد يطلب بتأره.
وكان هذا الخبر في زمان فلبش ، ابي الاسكندر.
وبعد ذلك لما بلغ اهل قرطاجنة فعل الاسكندر في مدينة طيروس (4) التي كانت أصلهم ، وعرفرا غلبته عليها وحكمه فيها، وخافوا إقباله اليهم، أخذوا رجلا يدعى املقار (ل27) - وكان ذا لب وفهم ومنطق ، وأمروه ان يظهر للاسكندر انه نازع اليه، ليكون عنده ويكتب الى قومه بأخباره في ألواح مغلقة بالقير. فلما مات الاسكندر، انصرف الى قرطاجنة . فكان من مكافأتهم إياه آن قتلوه حسدا لها وكانت لهم بعد ذلك حروب كثيرة مع آهل صقلية، نكبوا فيها.
(1) ص: اقلان (1) - والتصحيح عن الأصل اللاتيتي (2) أدار على : دير مؤامرة من اجل .
(2) پعنى: كشف عن خطته وؤامرته. والتعبير غريب ان لم يكن فيه تريف.
(4) في المخطرط طرسوس، وهو تحريف ، وهي مدينه صوره لالا في الأصل اللاتيني وكما يتبقيء اذ من مدينة ور جاء القرطاجيون 228
Page 270