إلا تهاوى الصوارم على حجب الجماجم وأوداق النبال، فى أحداق الكماة والابطال. وأهب الله ريح الظفر لأوليائه وكشفوا مقانب الأعداء وحملوا [1] فيهم الحتوف وأرووا من دمائهم السيوف، وانجلت المعركة عن ألفى قتيل من شجعانهم وأبطالهم، وألفى وخمسمائة أسير من مشهوري ذادة رجالهم وصناديدهم، واقتفى الأولياء أثار الفل من عباديدهم [2] يقتلون ويأسرون ويسلبون ويغنمون، إلى أن ألقت الشمس يمينها وأبرزت ظلمة الليل جنينها، وعاد الأولياء إلى معسكرهم فى وفور من السلامة وتمام من النعمة، وقد ملئوا أيديهم من الغنيمة والنفائس الجمة، ثم ما نضب منهم أحد ولم ينتقص لهم عدد. و [أكتب] كتابي هذا وقد فتح الله تعالى لمولانا أمير المؤمنين بلاد خراسان قاطبة، وجعل منابرها تذكر اسمه متباهية، وكلمة الحق به عالية والأهواء فى موالاته متهادية.
- «وبعد فلم أجدد رسما فى حل وعقد وإبرام ونقض، إلى أن يرد من عالى أمره ورسمه ما أبنى الأمر ببنائه، وأحتدى إلى حدائه بإرادة الله سبحانه وتعالى. فالحمد لله [11] العزيز المنان العظيم السلطان، الذي لا يضيع لمحسن عملا ولا يغفل عن مسيء وان أرخى له أجلا. ولا يعجزه متغلب بقوته وحوله ولا يمتنع ممتنع عن سطوته وصوله. ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين راد، ولا يصد نقمته عن الظالمين صاد، حمدا يمترى المزيد من إحسانه، ويقتضى الصنع الجديد من امتنانه. وإياه
Page 406