392

Kitāb al-Taʾrīkh

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

Regions
Iraq

وكان ذو التاج من بني ناجية وبشر كثير من عبد القيس فقتل الله ذا التاج وسبى المسلمون ذراريهم وبعثوا بها إلى أبي بكر فباعها بأربعمائة درهم ثم وجه لقتال من منع الزكاة وقال لو منعوني عقالا لقاتلتهم وكتب إلى خالد بن الوليد إن ينكفىء إلى مالك بن نويرة اليربوعي فسار إليهم وقيل إنه كان ندأهم فأتاه مالك بن نويرة يناظره واتبعته امرأته فلما رآها خالد أعجبته فقال والله لا نلت ما في مثابتك حتى أقتلك فنظر مالكا فضرب عنقه وتزوج امرأته فلحق أبو قتادة بأبي بكر فأخبره الخبر وحلف ألا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكا مسلما فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر يا خليفة رسول الله إن خالدا قتل رجلا مسلما وتزوج امرأته من يومها فكتب أبو بكر إلى خالد فأشخصه فقال يا خليفة رسول الله إني تأولت وأصبت وأخطأت

وكان متمم بن نويرة شاعرا فرثى أخاه بمراث كثيرة ولحق بالمدينة إلى أبي بكر فصلى خلف أبي بكر صلاة الصبح فلما فرغ أبو بكر من صلاته قام متمم فاتكأ على قوسه ثم قال

( نعم القتيل إذا الرياح تناوحت

خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور )

( أدعوته بالله ثم غدرته

لو هو دعاك بذمة لم يغدر )

فقال ما دعوته ولا غدرت به وكتب أبو بكر إلى زياد بن لبيد البياضي في قتال من ارتد باليمن ومنع الزكاة فقاتلهم وكان لكندة ملوك عدة يتسمون بالملك ولكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره فأغار زياد ليلا وهم في محاجرهم فأصاب الملوك جمدا ومخوصا ومشرحا وأبضعة وسبى النعم وسبايا كثيرة فعارضهم الأشعث بن قيس فانتزع السبايا من أيديهم

وانتهى إلى أبي بكر بارتداد الأشعث وما فعل فوجه عكرمة بن أبي جهل في جيش لمحاربتهم فوافى وقد حصرهم زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وغنموا مغانم كثيرة فقال المهاجر وزياد لمن معهما قد قدم إخوانكم من الحجاز فأشركوهم وأعطوهم وطلب الأشعث الصلح وأخذ الأمان لعشيرته ونسي نفسه فلما قرأ عكرمة الصحيفة وليس فيها اسم الأشعث كبر وأخذه فأتى به أبا بكر في وثاق فمن عليه أبو بكر وأطلق سبيله وزوجه أم فروة أخته

Page 132