387

Kitāb al-Taʾrīkh

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

Regions
Iraq

أيام أبي بكر

وكانت بيعة أبي بكر يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة 11 في اليوم الذي توفي فيه رسول الله واسم أبي بكر عبد الله بن عثمان بن عامر وكان يسمي عتيقا لجماله وأمه سلمى بنت صخر من بني تيم بن مرة وكان منزله بالسنح خارج المدينة وكانت امرأته حبيبة بنت خارجة فيه وكان له أيضا منزل بالمدينة فيه أسماء بنت عميس فلما ولي كان منزله المدينة وأتته فاطمة ابنة رسول الله تطلب ميراثها من أبيها فقال لها قال رسول الله إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة فقالت أفي الله أن ترث أباك ولا أرث أبي أما قال رسول الله المرء يحفظ ولده فبكى أبو بكر بكاء شديدا

وأمر أسامة بن زيد أن ينفذ في جيشه وسأله أن يترك له عمر يستعين به على أمره فقال فما تقول في نفسك فقال يا ابن أخي فعل الناس ما ترى فدع لي عمر وانفذ لوجهك فخرج أسامة بالناس وشيعه أبو بكر فقال له ما أنا بموصيك بشيء ولا آمرك به وإنما آمرك ما أمرك به رسول الله وامض حيث ولاك رسول الله فنفذ أسامة فأقام منذ خرج إلى أن قدم المدينة منصرفا ستين يوما أو أربعين يوما ثم دخل المدينة ولواؤه معقود حتى يدخل المسجد فصلى ثم دخل إلى بيته ولواؤه الذي عقده رسول الله معه وصعد أبو بكر المنبر عند ولايته الأمر فجلس دون مجلس رسول الله بمرقاة ثم حمد الله وأثنى عليه وقال إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني لا أقول إني أفضلكم فضلا ولكني أفضلكم حملا وأثنى على الأنصار خيرا وقال أنا وإياكم معشر الأنصار كما قال القائل

Page 127