Kitab al-Taʾrih
كتاب التأريخ
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
وورد بهرام شموبين بلاد الترك فأكرمه خاقان وبره وكان لخاقان أخ يقال له يفارس يداريه خاقان فرآه بهرام فقال لخاقان كيف اجترأ هذا عليك هذه الجرأة فسمع أخو خاقان الكلام فتوعده فقال بهرام متى شئت فابرز فدفع خاقان ملك الترك إلى أخيه نشابة والى بهرام نشابة ثم أخرجهما إلى الصحراء فرمى أخو خاقان بهرام فأصابه فشك سلاحه ورماه بهرام فقتله فسر خاقان بقتل أخيه لمعاندته له ولما كان يخافه منه
وكان كسرى يرهب مكان بهرام شوبين مع خاقان ولا يأمن أن يجري عليه شرا فوجه برجل من وجوه الفرس يقال له بهرام جرابزين وكان كبيرا في الفرس ووجه معه على خاقان بهدايا ويسأله أن يبعث إليه بهرام شوبين وأمر جرابزين أن يتلطف في أمره فقدم إلى خاقان بالهدايا وذكر له أمر بهرام فلم يجد عنده الذي يحب فتلطف بخاتون امرأة خاقان واهدى لها جوهرا ومتاعا وسألها في أمر بهرام فوجهت برجل من أصحابها له إقدام وجرأة قلب وقالت له ادخل إلى بهرام شوبين فاقتله فانطلق حتى استأذن عليه وكان نوم بهرام فلم يأذن له فقال إن الملك خاقان وجهني في أمر مهم فأذن له فلما دخل عليه قال أن الملك حملني رسالة أخبرك بها سرا من غير حضور أحد فقام من مجلسه ودنا منه كأنه يساره ووجأة بخنجر معه تحت إبطه وخرج التركي مسرعا فركب دابته
ودخل أصحاب بهرام فرأوه بتلك الحال فقالوا أيها الليث الضرغام من أقصدك وأيها الجبل المنيف من هدك فقص عليهم القصة وكتب إلى خاقان يعلمه انه لا وفاء له ولا شكر ومات بهرام فحمل إلى الناووس ولما علم جرابزين بموته ارتحل إلى كسرى فأخبره فسر به وأظهره في مملكته وكتب إلى آفاقه
Page 170