147

Kitab al-Taʾrih

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

وكذلك الصوت يسمع من قريب قويا ومن بعيد خفيا

وكذلك الطعم تذوق الشيء قليلا فتجده قليل الحلاوة فإذا زدت منه كان طعمه كثير الحلاوة

وكذلك اللمس تحس الشيء قليلا فتجده فاترا وتلمسه شديدا فتجده حارا وترى الصورة من قريب ثابتة مختلفة فيزداد الرائي لها بعدا فيرى أنها مستوية غير مختلفة

وزعموا أن جميع الأشياء تدور على التكافؤ والتجاري وكادوا أن يحلفوا بالسوفسطائيه

وقالت طائفة أخرى إن الأشياء فروع لأصول أربعة لم تزل ولا تزول فولدت وظهر العالم منها وهي الأفراد السواذج الحر والبرد والرطوبة واليبس تنبت بأنفسها لا باعتماد ولا أرادة ولا مشيئة

وقالت طائفة أخرى أن الأصول أربعة وهي أمهات ما في العالم ومعها خامس لم يزل ولا يزول يدبرها ويؤلف بينها بارادة ومشيئة وحكمة ويؤلف بين زوجاتها وتتولد نتائجها عنه لا يمنع اضدادها من القرب بعضها من بعض وهو العلم

وقالت طائفة وهم أصحاب الجوهر وهم الارسطاط اليسية أن الأشياء شيئان جوهر وعرض والجوهر ينقسم قسمين حي ولا حي وحده القائم بنفسه وافتراقه في الخاصة لا في الحد والعرض تسعة فمنها الكمية وهو العدد وصورها أربع الكيل والمساحة والوزن والقول ثم الكيفية وصورها ثمان الكون والفساد والهيئة والحيلة والقوة والضعف والآلف والمألوف

ثم الإضافة وصورها أربع طبيعي وصناعي واستحسان ومودة ثم متى وهي الواقعة على الوقت يعنى بالوقت الزمان وصور الزمان ثلاث الماضي والمستقبل والدائم

Page 151