Kitab al-Taʾrih
كتاب التأريخ
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
ثم صار إلى ارض الهند فزحف إليه فور ملك الهند فحاربه حتى قتله ثم صير الإسكندر على الهند ملكا من قبله من أهل الهند يقال له كيهن وانصرف فشرق وغرب ثم رجع إلى ارض بابل بعد أن دوخ الأرض
فلما صار في أدانى العراق مما يلي الجزيرة اعتل فاشتدت علته فلما يئس من نفسه وعلم أن الموت قد نزل به كتب إلى أمه كتابا يعزيها عن نفسه وقال في آخره اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه من نساء أهل المملكة ولا يأكل من طعامك من أصيب بمصيبة قط فعلمت طعاما وجمعت الناس ثم أمرتهم ألا يأكل من أصيب بمصيبة قط فلم يأكل أحد فعملت ما أراد
ومات الإسكندر بموضعه الذي كاتب منه فاجتمع أصحابه فكفنوه وحنطوه وصيروه في تابوت من ذهب ثم وقف عليه عظيم من الفلاسفة فقال هذا يوم عظيم كشف الملك عنه واقبل من شره ما كان مدبرا وأدبر من خيره ما كان مقبلا فمن كان باكيا على ملك فعلى هذا الملك فليبك ومن كان متعجبا من حادث فمن مثل هذا الحادث فليتعجب
ثم اقبل على من حضره من الفلاسفة فقال يا معاشر الحكماء ليقل كل امرئ منكم قولا يكون للخاصة معزيا وللعامة واعظا فقام كل واحد من تلامذة ارسطاطاليس فضرب بيده على التابوت ثم قال أيها المنطيق ما أخرسك أيها العزيز ما أذلك أيها القانص أني وقعت موضع الصيد في الشرك من هذا الذي ينقصك
ثم قام آخر فقال هذا القوي الذي اصبح اليوم ضعيفا والعزيز الذي اصبح اليوم ذليلا
وقام آخر فقال قد كانت سيوفك لا تجف وبقماتك لا تؤمن وكانت مدائنك لا ترام وكانت عطاياك لا تبرح وكان ضياؤك لا يكسف فاصبح ضوءك قد خمد ونقامتك لا تخشى وأصبحت عطاياك لا ترجى وأصبحت سيوفك لا تنتضى وأصبحت مدائنك لا تمنع
Page 144