105

Kitab al-Taʾrih

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

وشباب هؤلاء القوم تعرض لهم أوجاع الرئة وأسقام تخثر عقولهم وأما الشيوخ فإنه تعرض لهم حمى اللهبية يدل على تحرقهم يبس بطونهم وأما نساؤهم فيعرض لهن أنواع الورم من قبل بلغم أبيض فلا يحبلن إلا بعد عسر و لا يلدن إلا بمشقة ويكون أولادهن عظاما وكلما عزلوا هزلوا ودقوا ويعرض للصبيان ادرة وللرجال سقم وقروح في سوقهم ولا تكون الأعمار فيها طويلة ويدخل عليهم الكبر سريعا في ضمن الأزمان وربما أصاب النساء ما يتوهمن انه حبل ثم يبطل

ومياه العيون النابعة من بعض الصخور ردية لأنها خاشنة و العيون النابعة من ارض حارة ومن ارض معادن الحديد والنحاس والفضة والذهب والكبريت والشب والزفت والنطرون فإن هذه كلها إنما تكون من شدة الحرارة فلا تكون من هذه الأرضين مياه نافعة مصلحة بل تكون عامتها خاشنة يعرض منها ومن شربها عسر البول وسدة الاختلاف

والمياه التي تنصب عن مواضع مشرفة ومن تلال ترابية افضل المياه وأصحها وهي حلوة لا تحتاج لكثرة مزاج الشراب وتكون في الشتاء حارة وفي الصيف باردة فهذه حالة المياه النابعة من العيون الغائرة

وخير هذه المياه السائلة من أفق الشمس ولا سيما الشرق الصيفي لأنها بيضاء براقة طيبة الريح وكل ما كان من المياه مالحا بطيء النضح خاشنا فإن الذين يشربون منه بلا حاجة إليه ليس بنافع لهم وان بعض الطبائع والأسقام ربما انتفعت به وكلما كان طعم المياه إلى الملوحة فكلها ردية مفسدة وكل عين تكون سمت شرق الشمس فماؤها خيرة المياه

Page 109