الدّين الخيضري الشَّافِعِي من مصر بخلعة ليباشر عَن وَالِده قَضَاء الْقُضَاة وَكِتَابَة السِّرّ وَغَيرهمَا ثَالِث عشريه هطل مطر كثير كَانَ النَّاس مُحْتَاجين إِلَيْهِ
رَمَضَان مستهله الثُّلَاثَاء
تَاسِع عشريه ختم القَاضِي نجم الدّين الخيضري السِّيرَة بالجامع الْأمَوِي على عَادَة أَبِيه
شَوَّال مستهله الْخَمِيس خطب بالمصلى القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَحصل مِنْهُ ثبات من أول الْخطْبَة لَكِن أنكر النَّاس ذَلِك كَونه فِي لِسَانه لثغة ثَانِيه خطب بالجامع الْأمَوِي وَحصل مطر عَظِيم نزل بِهِ السّعر فِي الغلات خَامِس عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم شادبك الجلباني الأتابكي بِدِمَشْق وَتَتَابَعَتْ الأمطار والثلوج وَتُوفِّي وَلَده يُوسُف لَيْلَة هَذَا الْيَوْم وَكَانَ دينا يقْرَأ الْقُرْآن ويشتغل بِالْعلمِ منجمعا عَن النَّاس وَدفن بتربة وَالِده الَّتِي أَنْشَأَهَا بالقنوات وَحبس الثَّلج والمطر الحاد قأقاموا على خَان ذِي النُّون إِلَى يَوْم عشريه ثمَّ رحلوا بعد أَن رَجَعَ مِنْهُم خلائق وَمَات خلائق وَمن الْجمال مَا لَا يُحْصى سادس عشره حكى لي محب الدّين دلال الْبيُوت أَنه رأى لَيْلَة فِي النّوم أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الحصني أشرف من جبل قاسيون وَبِيَدِهِ ضوء حصل بِهِ النُّور لجَمِيع دمشق وَأَن ابْن عَمه الشَّيْخ محب الدّين وَاقِف بسفل الْوَادي وَمَعَهُ جمَاعَة وهم فِي همة هَذَا مَنَامه
فاتفق أَن الشَّيْخ محب الدّين سَافر إِلَى الْحجاز ثامن عشره وَخرج مَاشِيا ولحقه جمَاعَة فِي طَرِيق القبيبات وأركبوه فرسا وَفِي هَذِه السَّاعَة طلعت الشَّمْس وإستحكم الصحو يَوْمه وَالْيَوْم الثَّانِي حَتَّى سَافر الْحَاج من
1 / 79