187

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Publisher

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Publisher Location

مصر

ولفظه: كان رسول الله ﷺ إذا سمع النداءَ قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، صلى على عبدك ورسولكَ، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة. قال رسول الله ﷺ: من قال هذا عند النداء جعله الله في شفاعتى يوم القيامة. وفي إسنادهما صدقة بن عبد الله السمين.
١٢ - وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: سلوا الله لى الوسيلة، فإنه لم يسألها لى عبد في الدنيا إلا كُنتُ له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط من رواية الوليد بن عبد الملك الحرانى عن موسى بن أعين، والوليد مستقيم الحديث فيما رواه عن الثقات، وابن أعين ثقة مشهور.
١٣ - ورواه في الكبير أيضًا، ولفظه قال: من سمع النداءَ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله: اللهم صلى على محمدٍ وبلغه درجة الوسيلة عندك، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة، وجبت له الشفاعة، وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسا، وهو لين الحديث

= عن جابر بن عبد الله قال: قال النبى ﷺ: (لكل نبى دعوة قد دعا بها في امته، وخبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (أن النبى ﷺ تلا قول الله ﷿ في إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيرًا من الناس فمن تبعنى فإنه منى) الآية. وقال عيسى ﵊ (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). فرفع يديه وقال: اللهم أمتى أمتى، وبكى، فقال الله ﷿: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل ﵊ فسأله، وأخبره رسول الله ﷺ بما قال وهو أعلم، فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في امتك ولا نسوءك).
قال النووي: في الحديث كمال شفقة النبى ﷺ على أمته، واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم، واستحباب رفع اليدين في الدعاء، والبشارة العظيمة لهذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا بما وعدها الله تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، وعظيم منزلة النبى ﷺ عند الله تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به ﷺ، والحكمة من إرسال جبريل لسؤاله ﷺ إظهار شرف النبى ﷺ وأنه بالمحل الأعلى، فيسترضى ويكرم بما يرضيه، والله أعلم. وموافق لقوله الله ﷿: ولسوف يعطيك ربك فترضى)، ومعنى لا نسوؤك لا نحزنك: أي نرضيك، ولا ندخل عليك حزنا، بل ننجى الجميع، والله أعلم ص ٧٩ - ١.
ولى كلمة رجاء لأئمة هذا الزمن ومؤذنيه، وأعد قوله ﷺ: (اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين) معجزة خالدة تجلت في عصرنا هذا، وأن دين الإسلام براء ممن لم يتحل بآدابه، ويعمل بأوامره. إن منصب الإمام جليل يلزمه الاطلاع على الكتاب والسنة، والتفقه في الدين، والسير المستقيم ليكون الإمام قدوة حسنة للمسلمين، وإلا ساء العمل، وساد الإلحاد وكثرت البغضاء، وضل الناس.

1 / 188