128

Tareekh Nuzool Al-Quran

تاريخ نزول القرآن

Publisher

دار الوفاء - المنصورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

Genres

وأنذر الرسول الكريم عشيرته الأقربين فآمن من آمن وهلك من أعرض، وتوعد وخسر فى الدنيا والآخرة فلم تنجه قرابته من رسول الله ﷺ، وفى ذلك تنبيه من اللحظات الأولى فى الدعوة أن الأنساب لا تغنى عنهم من الله شيئا؛ ولذلك جاء هذا المعنى صريحا من النبى ﷺ فى الحديث السابق، والذى خاطب فيه فاطمة وصفية وبنى عبد المطلب كما أنه لن يغنى عن الكافرين أموالهم ولا أولادهم. ذكر عن ابن مسعود ﵁ أن رسول الله ﷺ لما دعا قومه إلى الإيمان قال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخى حقا فإنى أفتدى نفسى يوم القيامة من العذاب بمالى وولدى فأنزل الله تعالى: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢). كما ينبه الناس فى هذه السورة الكريمة إلى أن الجزاء من جنس العمل فخسرت يداه وشقى لاستعمال يديه فى أذى رسول الله ﷺ، واللقب الذى لقب به لإشراق وجهه، واستعمال هذا الوجه فى صد الناس عن رسول الله ﷺ ما يناسبه من نار ذات لهب، وامرأته التى كانت تحمل الحطب وتسعى بالنميمة سيكون فى عنقها حبل من نار جهنم. نعوذ بالله من النار وما يقربنا إليها.

1 / 132