248

Taraif Fi Macrifat Madhahib

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

شهد الله تعالى ورسوله بهذه الفضائل له أويجوز مع علمه وفضله أن يقال إنه يمشي في شهادة وهو يجهل الحكم فيها وهل يجوز أن يقال إن فاطمة مع طهارتها وعصمتها وأنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة كما رويتم تطلب شيئا ليس لها تظلم فيه جميع المسلمين وتقسم عليه بالله الذي لا إله إلا هو أويجوز أن يقال عن أم أيمن وأسماء بنت عميس أنهما شهدتا بالزور وهما من أهل الجنة إن الطعن على فاطمة وشهودها طعن على كتاب الله وإلحاد في دين الله حاشا الله أن يكون ذلك كذلك.

ثم عارضهم المأمون بحديث رووه أن علي بن أبي طالب(ع)أقام مناديا بعد وفاة محمد(ص)نبيهم ينادي من كان له على رسول الله(ص)دين أو عدة فليحضر فحضر جماعة فأعطاهم علي بن أبي طالب(ع)ما ذكروه بغير بينة وإن أبا بكر أمر مناديا ينادي بمثل ذلك فحضر جرير بن عبد الله وادعى على نبيهم عدة فأعطاها أبو بكر بغير بينة وحضر جابر بن عبد الله وذكر أن نبيهم وعده أن يحثو له ثلاث حثوات من مال البحرين فلما قدم مال البحرين بعد وفاة نبيهم أعطاه أبو بكر الثلاث الحثوات بدعواه بغير بينة.

قال عبد المحمود وقد ذكر الحميدي هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع من إفراد مسلم من مسند جابر وأن جابرا قال فعددتها فإذا هي خمسمائة فقال أبو بكر خذ مثليها (1) .

قال رواة رسالة المأمون فتعجب المأمون من ذلك وقال أما كانت فاطمة وشهودها يجرون مجرى جرير بن عبد الله وجابر بن عبد الله ثم تقدم بسطر الرسالة المشار إليها وأمر أن تقرأ بالموسم على رءوس الأشهاد وجعل فدك والعوالي في يد محمد بن يحيى بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي

Page 250