266

Tanzih Quran

تنزيه القرآن عن المطاعن

Genres

وربما قيل في قوله تعالى (فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) كيف يصح هذا القول من سليمان صلى الله عليه وسلم في طير ليس بمكلف حتى يعذبه وكيف يذكر ذلك في جملة الزجر وكيف يزيد ذلك بأن يأتيه بسلطان مبين وكيف يعرف الهدهد ذلك من مراده حتى يأتيه بخبر سبأ؟

وجوابنا ان الله تعالى كان سخر له الطير وفي جملتها ما يكون أقرب الى الفهم ولو كان ممنوعا من النطق ويجوز في تلك الايام ان يكون تعالى قد زاد في علمها بالهام وأن يكون سليمان قد تقدم من قبل بأمور عرفها الطير او الهدهد خاصة فلذلك قال (أو ليأتيني بسلطان مبين) فأما قوله تعالى عز وجل (لأعذبنه) فالمراد به التأديب فكما يؤدب المرء من قارب البلوغ فكذلك قال للهدهد فأما الذبح فقد يجوز أن يكون جائزا في شريعته كما ثبت في شريعتنا مثله فيما يؤكل فلا مطعن على ذلك بما ذكروه وقوله من بعد في صفة المرأة وأنها تملكهم وانهم يسجدون للشمس من دون الله فقد يصح وقوع مثله ممن لم يبلغ حد التكليف فلا يصح أن يعترض به على ما ذكرنا وقوله تعالى من بعد (قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين) يصح في الهدهد وإن كان لا يعرف التوحيد اذا أجرى الكلام على الحد الذي ذكرنا فان مثله يصح من المراهق لانه يعرف الفصل بين من يظهر التوحيد ويعبد ربه بأفعال وبين من يسجد لغير الله تعالى وان لم يكن مكلفا.

[مسألة]

Page 303