سورة الانبياء
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية) ما فائدة تكرار هذه الكلمة وكيف ترتبط بما تقدم ولم يتقدم في الكلام جحد فتليق به هذه الكلمة؟ وجوابنا أنه تعالى قد ذكر عن الكفار الجحود بقوله (لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم) فبين تعالى بعده أنه عالم بجحودهم ثم ذكر (بل قالوا أضغاث أحلام) فبين اختلاف اقاويلهم وأن فيهم من قال إن الذي يأتينا من المنامات المختلفة وقال بعضهم افتراه وقال بعضهم هو سحر وأنهم تحيروا في أمره فذكر تعالى إنكارهم لنبوته وحقق ذلك بما حكاه عنهم بقوله (بل قالوا أضغاث أحلام) وبين بقوله (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) أنه في إزاحة العلة ببعثه الانبياء قد بلغ الغاية فلم يبعث من نسب الى نقص فيكون في بعثته تنفير عن القبول منه.
[مسألة]
Page 259