184

Tanzih Quran

تنزيه القرآن عن المطاعن

Genres

سورة ابراهيم

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) كيف يفعل الرسول ذلك والجواب أن المراد يدعوهم الى العدول الى الايمان عن الكفر ويبين لهم ذلك فوصف بأنه يخرج لما كان يفعل السبب الداعي الى ذلك ولذلك قال (بإذن ربهم) اذا المراد ان ذلك بأمره ووحيه وهذا أحد ما يدل على الايمان وما عدلوا عنه من الكفر فعلهم فيكون بيانه سببا لاختيارهم العدول عن الكفر الى الايمان وقوله تعالى (الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة) يدل على أن ما يقع منهم من جهتهم لانه لو كان خلقا لله فيهم لما صح أن يستحبوا شيئا على شيء.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) أما يدل ذلك على أنه بعد البيان هو الذي يضل ويهدي. وجوابنا أن المراد أنه يضل عن طريق الجنة الى النار ويهدي الى الجنة من أزاح علته ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لكي تكون الحجة لله عليهم وهو كقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وقوله (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) يدل على أنه يكلف الناس لينفعهم ولحاجتهم الى ذلك وأنه غني عن كل شيء.

[مسألة]

Page 207