بعد التحكم في مقام بعد آخر-: لقد عثرت عثرة لا أنجبر سوف أكيس بعدها وأستمر وأجمع الرأي الشتيت المنتشر
أوليس هذا إذعانا بأن التحكيم جرى على خلاف الصواب الجواب قلنا قد علم كل عاقل قد سمع الأخبار ضرورة أن أمير المؤمنين (ع) وأهله وخلصاء شيعته وأصحابه كانوا من أشد الناس إظهارا لوقوع التحكيم من الصواب والسداد موقعه وأن الذي دعا إليه حسن والتدبير أوجبه وأنه (ع) ما اعترف قط بخطاء فيه لا أغضى عن الاحتجاج فيمن شك فيه وضعفه كيف والخوارج إنما ضلت عنه وعاصته وخرجت عليه لأجل أنها إرادته على الاعتراف بالزلل في التحكيم فامتنع كل امتناع وأبى أشد إباء وقد كانوا يقنعون منه ويعاودون طاعته ونصرته بدون هذا الذي أضافوه إليه (ع) من الإقرار بالخطاء وإظهار التندم وكيف يمتنع من شيء ويعترف بأكثر منه ويغضب من جزء ويجيب إلى كل هذا مما لا يظنه (ع) أحد ممن يعرفه حق معرفة وهذا الخبر شاذ ضعيف فإما أن يكون باطلا موضوعا أو يكون الغرض فيه غير ما ظنه القوم من الاعتراف بالخطاء في التحكيم فقد روي عنه (ع) معنى هذا الخبر وتفسير مراده منه ونقل من طرق معروفة موجودة في كتب أهل السير أنه (ع) لما سئل عن مراده بهذا الكلام قال كتب إلي محمد بن أبي بكر بأن أكتب له كتابا في القضاء يعمل عليه فكتبت له ذلك وأنفذته إليه فاعترضه معاوية فأخذه فأسف (ع) على ظفر عدوه بذلك وأشفق من أن يعمل بما فيه من الأحكام ويوهم ضعفة أصحابه أن ذلك من علمه ومن عنده فتقوى الشبهة به عليهم وهذا وجه صحيح يقتضي التأسف والتندم وليس في الخبر المتضمن للشعر ما يقتضي أن تندمه كان على التحكيم دون غيره وإذا جاءت رواية بتفسير ذلك عنه (ع) كان الأخذ بها أولى مسألة فإن قيل فما الوجه فيما فعله أمير المؤمنين ع
Page 149