153

** الحادي عشر :

** الثاني عشر :

من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم صعد به إلى سدرة المنتهى ، ثم رجع إلى السماء السادسة ، وعاد إلى سدرة المنتهى في مناجاة الكليم عليه السلام تسع مرات ، ثم إلى منزله الذي خرج منه أول الليل قبل الفجر ، وهذه المسافات كيف ما قدرت أبعادها فهو أمر لا يحد وسرعة حركات لا تتخيل ، لا سيما مع شهادة الأدلة العقلية أن الجزء إنما يقطع بالحركات جزءا بعد جزء بحركة بعد حركة وأن الطفرة محال.

وأما ما ظهر من فضل أمته ، فمن أجله وبسببه وحسن وساطته ، فلا نحتاج أن [نرخي] عنان القول فيه ، فثبت بهذا أن سرعة الحركات وبطأها إنما ترجع لكثرة اللبث في الأحيان ، لا لنفس الحركات ، فإن الحركة إنما يقطع بها جزء بعد جزء بشهادة العقل.

** الثالث عشر :

واختار قضاء حوائجهم ولم يختر لنفسه ولا سأل لها ، وهذه غاية الفضل الذي لا يبارى فيه ، فإن الوافد على الملوك إنما يقدم سؤال حاجته ، وهو عليه السلام قدم سؤال رعيته ولم يسأل لنفسه ، وينظر لذلك ما جاء عنه عليه السلام أنه قال (1): «لكل نبي دعوة واختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».

ويروى : «ادخرت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة».

فصح فضل أمته بسببه ، فإنه ذكرهم ، ونوه بهم ، واختار لهم ، وألح في السؤال

فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».

Page 163