Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
Creeds and Sects
Your recent searches will show up here
Tanzih Anbiya
Ibn Ahmad Ibn Khumayr Sabti d. 614 AHتنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
فإنها صديقة بشاهد القرآن ، والصديق أشفق على خلق الله مما هو على نفسه.
فهذه سبع قوابض لو سلط أحدها على جبل لتصدع! ويكفيك قولها عند ذلك : ( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) [مريم : 19 / 23] فأي مقام فوق مقام من ابتلي بمثل هذه المعضلات دفعة واحدة فصبر وشكر؟.
ويعضد ما قلناه في علو مقامها في ذلك الحال قوله تعالى : ( كلما دخل عليها زكريا المحراب )، إلى قوله : ( بغير حساب ) [آل عمران : 3 / 37].
وذلك أن زكريا عليه السلام كان يجد عندها تلك الفواكه المذكورة في غير أوانها فيقول : ( أنى لك هذا ) يعني بأي عمل بلغت هذا المقام؟ كان عليه السلام يستعظم ذلك المقام في حقها لغرارتها وضعفها ، فتقول هي : ( هو من عند الله ) [آل عمران : 3 / 37].
أي ليس ذلك مقاما بلغته بكبير عمل ، وإنما هو من فضل الله تعالى ، فكأن ما تشير إليه : أنتم عظماء! لكم المقامات والأحوال ، وأنا ضئيلة ضعيفة! فأنتم ترزقون بسبب وأنا بغير سبب!.
ففي قول زكريا عليه السلام : ( أنى لك هذا ) دليل على ضعف مقامها في الغرفة (2). فإن المقامات عند القوم مرتبطة بعلوم مخصوصة وأعمال مخصوصة ، وكذلك الأحوال والكرامات أيضا هبة من الله تعالى لهم على قدر مقاماتهم.
Page 139