117

شرح قصة يونس (1)

* عليه السلام

في قوله تعالى : ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ) [الأنبياء : 21 / 87].

فمما اختلقوه عليه (2) عليه السلام في شرح هذه الآية أن قالوا : أنه جاءه الملك بالوحي وهو يتعبد في الجبل فقال له : إن الله تعالى أمرني أن أعلمك بأنه أرسلك إلى أهل نينوى ، لتحذرهم وتنذرهم. فقال له يونس عليه السلام : الله أرفق بي ، وأعلم بضعفي ومسكنتي ، من أن يرسلني إلى قوم جبارين متكبرين ، يؤذونني ويقتلونني ، فراجع ربك أيها الملك في أمري ، فلعله يعفيني من ذلك ويلطف بي! فقال له الملك : الله تعالى أعظم من أن أراجعه فيما أمرني به ، وقد أمرتك ، فسل أنت ربك ذلك إن شئت ، فقد بلغتك والسلام. ثم صار الملك إلى مقامه ففر إذ ذاك يونس عليه السلام على وجهه إلى جهة البحر مغاضبا لربه ، وركب السفينة فالتقمه الحوت.

ومنهم من قال : إنه بلغ قومه الرسالة ، فسبوه وضربوه وأغلوا (3) في أذيته ، فدعا عليهم ، فأخبره ربه أنه ينزل البلاء عليهم في يوم كذا ، فأخبرهم بذلك ، فلما كان في

Page 127