Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
Creeds and Sects
Your recent searches will show up here
Tanzih Anbiya
Ibn Ahmad Ibn Khumayr Sabti d. 614 AHتنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
[القصص : 28 / 15] ، فخرج من مضمون هذا أن موسى عليه السلام وكز الكافر العدو (1) لأجل كفره لا لغير ذلك ، إذ ليس لله تعالى شيعة ولا قرابة ، سبحانه وتعالى ، وقد أثبت لنفسه عدوا.
فإن قيل : فإذا كان هذا هذا ، فلم ندم على قتله وتحسر واستغفر ربه ، وغفر له ، ومع هذا يمتنع يوم القيامة من الشفاعة (2) لأجل هذا المقتول ، ويقول معتذرا ومعترفا : «قتلت نفسا لم يأمرني الله بقتلها» وأيضا فإن الله تعالى عاتبه في الدنيا عند المناجاة فقال له : ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ) [طه : 20 / 40].
فكيف يعاتب كليمه على قتل كافر؟!.
وأيضا فقد قال هو لفرعون حين عرض له بقتل القبطي فقال : ( وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ) [الشعراء : 26 / 19 20].
فنقول : أما قولكم : لم ندم وتحسر واعتذر واستغفر ، وغفر له فهذا من النمط الذي قدمناه في حق غيره من الأنبياء عليهم السلام أنهم يتحسرون ويندمون ويستغفرون على ترك الأولى من المباحات. فلا فائدة في إعادة تفصيل ما فرغنا من جملته وتفصيله.
على أن ندم موسى عليه السلام لم يكن على مباح ، وإنما كان ندمه على فعل لم.
يؤمر به. والأفعال قبل الشرع إنما هي مطلقة لا غير ، فإن المباح يقتضي مبيحا ، فإذا لم يثبت شرع فلا مباح ولا مبيح.
Page 124