113

وقال تعالى في الكافر : ( ويوم يعض الظالم على يديه )، إلى قوله : ( يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ) [الفرقان : 25 / 27 28].

إلى غير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من تبرئ المؤمن من الكافر. ومجموع هذا يدل على أن الذي استغاث بموسى عليه السلام كان مؤمنا على بقايا من دين يوسف عليه السلام .

قال تعالى : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ) [غافر : 20 / 28].

فكان في بني إسرائيل ، وفي القبط مؤمنون يكتمون إيمانهم ، فكان هذا الرجل المستغيث بموسى عليه السلام منهم.

** الثاني :

[طه : 20 / 39].

ومعلوم قطعا أن الله تعالى ما سمى فرعون عدوا له ولنبيه إلا لأجل كفره ، فخرج من هذا أن هذا القبيل إنما كان عدوا لموسى عليه السلام من أجل كفره ، ولو اجتزأنا بهذا الدليل لاكتفينا به عما سواه.

** الثالث :

المقصود بالشيعة القبيل لقوبل في النقيض بقبيل آخر لا بالعدو ، فإنه ليس من وصف من لم يكن من القبيل أن يكون عدوا ، ثم قد يكون العدو من القبيل ، بل من الأخ والولد ، قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) [التغابن : 64 / 14]. فصحت عداوة الدين مع ثبوت النسب.

فيخرج العدو هنا مخرج قوله تعالى : ( يأخذه عدو لي وعدو له ) حرفا بحرف ، وكذلك قوله تعالى : ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )

Page 123