Tanzeeh al-Imam al-Shafi'i 'an Mata'in al-Kawthari - within 'Athar al-Mu'allimi

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
60

Tanzeeh al-Imam al-Shafi'i 'an Mata'in al-Kawthari - within 'Athar al-Mu'allimi

تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري - ضمن «آثار المعلمي»

Investigator

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ

Genres

فلينظر الأستاذ كيف خاب أملُه وبان فَشَلُه! وذكر ابنُ عبد البر (ص ٧٨) (^١) ذمَّ الشافعي النظرَ في الكلام، فعلّق عليه الأستاذ: "يعني نظر مثل مخاطبه في مثل كلام حفص الفَرْد، بقرينة السباق والسياق، جمعًا بين الأقوال المرويّة عن الشافعي. ولم يزل السلف ينهون العوام عن الخوض في الكلام لاسيّما في كلام أهل البدعة، ولكلّ علمٍ رجال". أقول: هذا من تحريف الكَلِم عن مواضعه، والشافعيُّ وغيره من الأئمة ينهون عن النظر في الكلام مطلقًا، وليس من الكلام إظهار ما تعرفه الفِطَر السليمة والعقول المستقيمة، وجاءت به نصوصُ الكتاب والسنة وآثار السلف، بدون تعمّق في اللازم، ولازم اللازم، وهلمَّ جرًّا. والأستاذ يحاول أن يجعلَ أئمة السنة سلفًا وخَلَفًا عامَّةً جُهّالًا في العقائد، ويجعلَ الجَعْدَ بن درهم [ص ٤٠]، والجهمَ بن صفوان في أكثر أقواله، وأبا حنيفة فيما يقال، وأتباعه دُعاة المحنة في عهد المأمون، وأتباعَهم كابن الثلجي والأشعري ــ قبل أن يرجع ــ والماتريدي وأتباعَهم هم فرسان الكلام، وهم العلماء بالله، حتى أراه يجعلهم أعلم بذلك من أصحاب النبي ﵌. وقد كاد الأستاذ يصرِّح بهذا في بعض تعاليقه، وقد توغّل بعض أئمته إلى أبعد من هذا مما يلزمهم، وهو معروف في محلّه. وقد قال موسى بن سيار الأسواري في أوائل القرن الثاني: "إن أصحاب رسول الله ﵌ كانوا أعرابًا جُفاةً فجئنا نحن

(^١) (ص ١٣١ - ١٣٢).

15 / 345