عليه وآله وسلم شهيد كربلاء رضى الله عنه، وقد ذكرنا شطرًا صالحًا من أحواله في "الروضة الندية شرح التحفة العلوية" والحديث رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: أنه باطل، وقال السخاوي: بعد إيراده وإيراد عدة أحاديث في معناه: كل هذا باطل، وسبقهما إلى ذلك، ابن تيميه والذهبي، قالوا: إنه مقطوع بوضع هذا الحديث.
١٠٥ - " اتخذه من ورق ولا تتمه مثقالا، يعني الخاتم (٣) عن بريدة (ح) ".
(اتخذه) الضمير يعود على الخاتم المذكور في صدر الحديث، ولفظه عن بريدة قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ عليه خاتم من حديد، فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل النار"، ثم جاءه وعليه خاتم من صفر، وفي رواية: من تشبّه فقال: "مالي أجد فيك ريح الأصنام" ثم جاءه وعليه خاتم من ذهب، فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل الجنة"، فقال: من أي شيء أتخذه يا رسول الله قال: "اتخذه من ورق" بفتح الواو وكسر الراء الفضة، وفيه كراهة التحلي بالحديد، والشبه: وهو بفتح المعجمة الموحدة نوع من النحاس وهو الصفر، وكراهته بالذهب، وإباحة اتخاذه من الفضَّة، قال الخطابي (١): قوله "مالي أرى عليك حلية أهل النار" أي زي الكفار، وهم أهل النار، يقال: إنما كرهه لذلك، وقيل: لزهومة ريحه، وقد عارض هذه الكراهة حديث معيقيب: كان خاتم النبي ﷺ من حديد ملوي عليه (٢) فضة، وهذا أجود إسنادًا مما قبله، لا سيما وقد عضده حديث:
=في تخريج أحاديث الإحياء (٤/ ٨٩)، وانظر قول الحافظ ابن حجر والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص:١٦) وفتاوى ابن حجر برقم (٢١٧)، وكشف الخفاء (١/ ٣٦). وقد أجاب السخاوي عن هذا الحديث بالتفصيل في الأجوبة المرضية (٢/ ٧٤٨ - ٧٥٠) بتحقيقنا، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٩٤) والسلسة الضعيفة (٣/ ١٦١): موضوع.
(١) عون المعبود (١٠/ ١٩٠).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٢٢٤)، والنسائي و(٨/ ١٧٥).