محمود بن محمَّد أبو محمَّد المطوّعي، قال: حدثنا أبو جعفر محمَّد بن أحمد بن راذبه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله الفِرْيانَانِي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمَّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد الله، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ لكل نبيٍّ وصيًا، ووارثًا، فإنَّ وصيي ووارثي علي بن أبي طالب".
قلت: أحمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفِرْيانَانِي، كان متروك الحديث، ليس بثقة، وقال أبو نعيم: (كان وضاعًا، مشهورًا بالوضع) فهذه متابعة لا تثبت.
دعوى النص على إمامة علي ﵁ وأنه الوصي بعهد من رسول الله ﷺ دعوى تزعمهم جميع الشيعة الإمامية بما في ذلك المذهب الزيدي، وإن كان الإِمام زيد على خلاف ذلك، كما يفيد قوله الذي جاء في مجموع الإِمام زيد بن علي عن أبي خالد الواسطي، ما لفظه: "قال سألت زيد بن علي ﵇ عن الإمامة؟ فقال: هي من جميع قريش، ولا تنعقد الإمامة إلا ببيعة المسلمين، فإذا بايع المسلمون، وكان الإِمام برًا تقيًا عالمًا بالحلال والحرام فقد وجبت طاعته على المسلمين (١).
الخلاف بين الزيدية والاثنى عشرية إنما هو في وضوح النص وخفائه، فالزيدية قالت: بأن النص خفي، والرافضة قالت: بأن النص جلي، وأن الصحابة قد تواطؤ على كتمانه وإنكاره.
قال الحسن بن بدر الدين أحد أئمة الزيدية (ت: ٦٧٠ هـ): "اختلف الناس في الإِمام بعد رسول الله ﷺ فذهب الزيدية الجارودية والإمامية إلى أن الإِمام بعده بلا فصل هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁، وأن طريق إمامته النص، ثم اختلف هؤلاء: