90

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

لبنان

يثبتهم على ذَلِك الدّين بعد الْإِجَابَة
﴿لَّقَدْ كفر الَّذين قآلوا إِن الله هُوَ الْمَسِيح ابْن مَرْيَم﴾ وَهِي مقَالَة الْمَار يعقوبية ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد لِلنَّصَارَى ﴿فَمَن يَمْلِكُ مِنَ الله﴾ يقدر أَن يمْنَع من عَذَاب الله ﴿شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ﴾ أَن يعذب ﴿الْمَسِيح ابْن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْض جَمِيعًا﴾ جَمِيع من عَبدهَا ﴿وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ خَزَائِن السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ﴾ كَمَا يَشَاء بأب أَو بِغَيْر أَب ﴿وَالله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من خلق الْخلق وَالثَّوَاب لأوليائه وَالْعِقَاب لأعدائه ﴿قَدِيرٌ﴾
﴿وَقَالَتِ الْيَهُود﴾ يَعْنِي يهود أهل الْمَدِينَة ﴿وَالنَّصَارَى﴾ نَصَارَى أهل نَجْرَان ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ الله﴾ أَبنَاء أَنْبيَاء الله ﴿وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ على دينه وَيُقَال نَحن على دين الله كأبنائه وأحبائه وَيُقَال قَالُوا نَحن على الله كأبنائه وَنحن على دينه ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد للْيَهُود ﴿فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم﴾ بعبادتكم الْعجل أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِن كُنْتُم عَلَيْهِ كأبنائه هَل رَأَيْتُمْ أَبَا يعذب ابْنه بالنَّار ﴿بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ﴾ خلق عبيد ﴿مِمَّنْ﴾ كمن ﴿خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ﴾ لمن تَابَ من الْيَهُودِيَّة والنصرانية ﴿وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ﴾ من مَاتَ على الْيَهُودِيَّة والنصرانية ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ﴾ خَزَائِن ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من الْخلق والعجائب ﴿وَإِلَيْهِ الْمصير﴾ الْمرجع مصير من آمن وَمن لم يُؤمن
﴿يَا أَهْلَ الْكتاب﴾ يَا أهل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل ﴿قد جَاءَكُم رَسُولنَا﴾ مُحَمَّد ﷺ ﴿يُبَيِّنُ لَكُمْ﴾ مَا أمرْتُم بِهِ وَمَا نهيتم عَنهُ ﴿على فَتْرَةٍ مَّنَ الرُّسُل﴾ على انْقِطَاع من الرُّسُل ﴿أَن تَقُولُواْ﴾ لكَي لَا تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة ﴿مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ﴾ بِالْجنَّةِ ﴿وَلاَ نَذِيرٍ﴾ من النَّار ﴿فَقَدْ جَاءَكُمْ﴾ مُحَمَّد ﷺ ﴿بَشِيرٌ﴾ بِالْجنَّةِ ﴿وَنَذِيرٌ﴾ من النَّار ﴿وَالله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من إرْسَال الرُّسُل وَالثَّوَاب لمن أجَاب الرُّسُل وَالْعِقَاب لمن لم يجب الرُّسُل ﴿قدير﴾
﴿وَإِذ قَالَ﴾ وَقد قَالَ ﴿مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قوم اذْكروا نِعْمَةَ الله﴾ منَّة الله ﴿عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ﴾ مِنْكُم ﴿أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكًا﴾ بعد ماكنتم مماليك يرعون ﴿وَآتَاكُمْ﴾ أَعْطَاكُم ﴿مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالمين﴾ عالمي زمانكم فِي التيه من الْمَنّ والسلوى
﴿يَا قوم ادخُلُوا الأَرْض المقدسة﴾ وَهِي دمشق وفلسطين وَبَعض الْأُرْدُن المطهرة ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ وهب الله لكم وَجعلهَا مِيرَاثا لأبيكم إِبْرَاهِيم ﴿وَلاَ تَرْتَدُّوا على أَدْبَارِكُمْ﴾ لَا ترجعوا إِلَى خلفكم ﴿فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ فترجعوا مغبونين بالعقوبة بِأخذ الله الْمَنّ والسلوى مِنْكُم
﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ﴾ قتالين ﴿وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا﴾ أَرض الجبارين ﴿حَتَّى يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾ فِيهَا
﴿قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذين يَخَافُونَ﴾ اثْنَي عشر رجلا خَافُوا من الجبارين ﴿أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا﴾ بِيَقِين الخطوات وهما يُوشَع بن نون وكالب بن يوحنا ﴿ادخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَاب فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ﴾ عَلَيْهِم ﴿وَعَلَى الله فتوكلوا﴾

1 / 91