Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
أعطينا ﴿دَاوُد زبورا﴾
﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ﴾ سميناهم لَك ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبل هَذِه السُّورَة ﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ لم نسمهم لَك ﴿وَكَلَّمَ الله مُوسَى تكليما﴾
﴿رسلًا﴾ كلا هَؤُلَاءِ الرُّسُل أرسلناهم ﴿مُّبَشِّرِينَ﴾ بِالْجنَّةِ لمن آمن بِاللَّه ﴿وَمُنذِرِينَ﴾ من النَّار لمن لَا يُؤمن بِاللَّه ﴿لِئَلاَّ﴾ لكَي لَا ﴿يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿بَعْدَ الرُّسُل﴾ بعد إرْسَال الرُّسُل إِلَيْهِم لكَي لَا يَقُولُوا لم ترسل إِلَيْنَا الرُّسُل ﴿وَكَانَ الله عَزِيزًا﴾ بالنقمة لمن لَا يُجيب رسله ﴿حَكِيمًا﴾ حكم عَلَيْهِم بإجابة الرُّسُل
ثمَّ نزل فِي أهل مَكَّة لقَولهم سَأَلنَا أهل الْكتاب عَنْك فَلم يشْهد أحد مِنْهُم أَنَّك نَبِي مُرْسل ﴿لَكِن الله يَشْهَدُ﴾ وَإِن لم يشْهد غَيره ﴿بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ﴾ يَعْنِي جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ بأَمْره ﴿وَالْمَلَائِكَة يَشْهَدُونَ﴾ على ذَلِك ﴿وَكفى بِاللَّه شَهِيدًا﴾ وَإِن لم يشْهد غَيره
﴿إِنَّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿وَصَدُّواْ﴾ النَّاس ﴿عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿قَدْ ضَلُّواْ ضلالا بَعِيدًا﴾ عَن الْهدى
﴿إِنَّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿وَظَلَمُواْ﴾ هم الَّذين أشركوا بِاللَّه ﴿لَمْ يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُم﴾ ماقاموا على ذَلِك ﴿وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا﴾ طَرِيق الْهدى
﴿إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ﴾ مقيمين فِي النَّار لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿أَبَدًا وَكَانَ ذَلِك﴾ الخلود وَالْعَذَاب ﴿عَلَى الله يَسِيرًا﴾ هينا
﴿يَا أَيُّهَا النَّاس﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿قَدْ جَآءَكُمُ الرَّسُول﴾ مُحَمَّد ﴿بِالْحَقِّ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَالْقُرْآن ﴿مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿خَيْرًا لَّكُمْ﴾ مِمَّا أَنْتُم عَلَيْهِ ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ كلهم عبيده وإماؤه ﴿وَكَانَ الله عَلِيمًا﴾ بِمن يُؤمن وبمن لَا يُؤمن ﴿حَكِيمًا﴾ حكم عَلَيْهِم أَن لَا يعبدوا غَيره
ثمَّ نزل فِي نَصَارَى أهل نَجْرَان النسطورية وهم الَّذين قَالُوا عِيسَى ابْن الله والمار يعقوبية وهم الَّذين قَالُوا عِيسَى هُوَ الله والمرقوسية وهم الَّذين قَالُوا ثَالِث ثَلَاثَة والملكانية وهم الَّذين قَالُوا عِيسَى والرب شريكان فَأنْزل الله فيهم ﴿يَا أهل الْكتاب لاَ تَغْلُواْ﴾ لَا تشددوا ﴿فِي دِينِكُمْ﴾ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِحَق ﴿وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى الله إِلاَّ الْحق﴾ الصدْق ﴿إِنَّمَا الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾ وَصَارَ بِكَلِمَة من الله مخلوقًا ﴿وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ وبأمر مِنْهُ صَار ولدا بِلَا أَب ﴿فَآمِنُواْ بِاللَّه وَرُسُلِهِ﴾ جملَة الرُّسُل عِيسَى وَغَيره ﴿وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ﴾ ولد ووالد وَزَوْجَة ﴿انْتَهوا﴾ عَن مَقَالَتَكُمْ وتوبوا ﴿خَيْرًا لَّكُمْ﴾ من مَقَالَتَكُمْ ﴿إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِدٌ﴾ بِلَا ولد وَلَا شريك ﴿سُبْحَانَهُ﴾ نزه نَفسه ﴿أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ عبيدا ﴿وَكفى بِاللَّه وَكِيلًا﴾ رَبًّا لِلْخلقِ وشهيدًا على مَا قَالَ من خبر عِيسَى
﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيح﴾ لن يأنف الْمَسِيح ﴿أَن يَكُونَ عَبْدًا للَّهِ﴾ أَن يقر بالعبودية لله نزلت هَذِه الْآيَة فِي قَوْلهم إِنَّه عَار على صاحبنا مَا تَقول يَا مُحَمَّد فَأنْزل الله إِنَّه لَيْسَ بِعَارٍ أَن يكون عِيسَى عبد الله ﴿وَلاَ الْمَلَائِكَة المقربون﴾ يَقُول وَلَا تأنف الْمَلَائِكَة المقربون حَملَة الْعَرْش أَن يقرُّوا بالعبودية لله ﴿وَمَن يَسْتَنْكِفْ﴾ يأنف ﴿عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ عَن الْإِقْرَار بعبوديته ﴿وَيَسْتَكْبِرْ﴾ عَن الْإِيمَان بِاللَّه ﴿فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ﴾
1 / 86