Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
لَا يرفع عَنْهُم ﴿وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ﴾ يؤجلون من عَذَاب الله
﴿وَإِذَا رَأى الَّذين أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ﴾ آلِهَتهم ﴿قَالُواْ رَبنَا﴾ يَا رَبنَا ﴿هَؤُلَاءِ شركاؤنا﴾ آلِهَتنَا ﴿الَّذين كُنَّا نَدْعُو﴾ نعْبد ﴿مِن دُونِكَ﴾ أمرونا بعبادتهم ﴿فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ القَوْل﴾ ردوا إِلَيْهِم الْجَواب يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ فِي مَقَالَتَكُمْ مَا أمرناكم وَمَا كُنَّا نعلم بعبادتكم
﴿وَأَلْقَوْاْ إِلَى الله يَوْمَئِذٍ السّلم﴾ استسلم العابد والمعبود لله تَعَالَى ﴿وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ بَطل افتراؤهم على الله وَيُقَال اشْتغل بِأَنْفسِهِم آلِهَتهم الَّتِي كَانُوا يعْبدُونَ بِالْكَذِبِ
﴿الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿زِدْنَاهُمْ عَذَابًا﴾ عَذَاب الْحَيَّات والعقارب والجوع والعطش والزمهرير وَغير ذَلِك ﴿فَوْقَ الْعَذَاب﴾ فَوق عَذَاب النَّار ﴿بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ﴾ يَقُولُونَ ويعملون من الْمعاصِي والشرك
﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ﴾ نخرج من كل جمَاعَة ﴿شَهِيدًا﴾ نَبيا ﴿عَلَيْهِمْ﴾ شَهِيدا بالبلاغ ﴿مِّنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ آدَمِيًّا مثلهم ﴿وَجِئْنَا بِكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿شَهِيدا على هَؤُلَاءِ﴾ على أمتك وَيُقَال مزكيًا لَهُم ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي ﴿وَهُدًى﴾ من الضَّلَالَة ﴿وَرَحْمَةً﴾ من الْعَذَاب ﴿وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ الْجنَّة
﴿إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿وَالْإِحْسَان﴾ بأَدَاء الْفَرَائِض وَيُقَال بِالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاس ﴿وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى﴾ يَعْنِي صلَة الرَّحِم ﴿وَينْهى عَنِ الْفَحْشَاء﴾ عَن الْمعاصِي كلهَا ﴿وَالْمُنكر﴾ مَالا يعرف فِي شَرِيعَة وَلَا سنة ﴿وَالْبَغي﴾ الاستطالة وَالظُّلم ﴿يَعِظُكُمْ﴾ يَنْهَاكُم عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ لكَي تتعظوا بأمثال الْقُرْآن
﴿وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدتُّمْ﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فِي كِنْدَة وَمُرَاد وَيُقَال أَتموا العهود بِاللَّه إِذا حلفتم بِاللَّه بِالْوَفَاءِ ﴿وَلاَ تَنقُضُواْ الْأَيْمَان﴾ يَعْنِي العهود فِيمَا بَيْنكُم ﴿بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾ تغليظها وتشديدها ﴿وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلًا﴾ يَعْنِي شَهِيدا وَيُقَال حفيظًا مَعْنَاهُ وَقد قُلْتُمْ الله شَهِيد علينا بِالْوَفَاءِ على كلا الْفَرِيقَيْنِ ﴿إِنَّ الله يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ من النَّقْض وَالْوَفَاء
﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾ فِي نقض الْعَهْد ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا﴾ يَعْنِي رابطة الحمقاء ﴿مِن بَعْدِ قُوَّةٍ﴾ إبرام وإحكام ﴿أَنكَاثًا﴾ أنقاضًا ﴿تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ﴾ عهودكم ﴿دَخَلًا﴾ مكرًا وخديعة ﴿بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ﴾ بِأَن تكون جمَاعَة ﴿هِيَ أَرْبَى﴾ أَكثر ﴿مِنْ أُمَّةٍ﴾ من جمَاعَة ﴿إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ الله بِهِ﴾ يختبركم بِالْكَثْرَةِ وَيُقَال بِنَقْض الْعَهْد ﴿وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة مَا كُنتُمْ فِيهِ﴾ فِي الدّين ﴿تختلفون﴾ تخالفون
﴿وَلَوْ شَآءَ الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ لجمعكم على مِلَّة وَاحِدَة مِلَّة الْإِسْلَام ﴿وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ﴾ عَن دينه من لم يكن أَهلا لدينِهِ ﴿وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾
1 / 229